أعلن مسئول قضائي اليوم الاثنين أن السلطات الصربية ستقوم بترحيل الجنرال الصربي البوسني السابق راتكو ملاديتش للمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة في لاهاي خلال أيام. ونقلت وكالة "بيتا" الصربية للأنباء عن المسئول سلوبودان هومين القول أن "الإجراءات بالكامل ، بداية من اليوم ، يمكن أن تستغرق مالا يقل عن يومين ولا يزيد عن أربعة أيام". وحذر ميلوس ساليتش ، محامي ملاديتش ، اليوم الاثنين من أنه ربما يتوفى موكله قبل بدء إجراءات محاكمته بتهمة ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة. وكانت السلطات في بلجراد قد مهدت الطريق لترحيل ملاديتش بقرار من محكمة صربية يوم الجمعة الماضي بالموافقة على تسليم ملاديتش للمحكمة الدولية في لاهاي، على أن تنتهي الفرصة التي منحت له للاستئناف ضد القرار اليوم الاثنين. وقال ساليتش إنه سيقدم الطلب عبر البريد الإلكتروني. وقال هومين إن "إرسال طلب الاستئناف يعد خطة لتأجيل الإجراءات، أعتقد أن طلب الاستئناف سيستشهد بالحالة النفسية والصحية لملاديتش". وعند تقديم طلب الاستئناف، سيكون أمام المحكمة المختصة ثلاثة أيام للبت فيه. وفي حالة رفض الاستئناف، يمكن لوزيرة العدل سنيزانا مالوفيتش التوقيع على أمر التسليم لتنفيذه. وكان فريق من الأطباء التابعين للحكومة قالوا إن حالته تسمح بمحاكمته بتهم جرائم الحرب في المحكمة في لاهاي ، لكن ساليتش طلب إجراء فحص طبي بمعرفة أطباء مستقلين لموكله ملاديتش. وبعد القبض عليه يوم الخميس الماضي بعدما ظل هاربا لأكثر من 15 عاما اتضح أن ملاديتش أصيب بأزمة صحية واحدة على الأقل، كما أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وقال ساليتش للصحفيين في بلجراد إن "حالته الصحية مقلقة، يحتاج لفحص من أطباء مختصين في كل من أمراض القلب والأعصاب والعظام والجهاز الهضمي". وفي قضية منفصلة، تقدم المحامون الممثلون لأسرتي جنديين صربيين قتلا في ظروف غامضة في مجمع عسكري في بلجراد عام 2004، بطلب لاستجواب ملاديتش بهذا الشأن. وقال باسم لياييتش رئيس اللجنة الصربية المعنية بالعلاقات مع المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، للصحفيين إن 40 من حراس ملاديتش كانوا مقيمين في فندق عسكري غير بعيد عن الثكنات التي قتل بها الجنديان. وبينما استبعدت التحقيقات الرسمية أن الجنديين أطلقا النار على بعضهما خلال العمل في دورية حراسة، يعتقد الكثيرون أن الجنديين قتلا بالفعل لأنهما شاهدا ملاديتش. وقال مكتب "باتيتش" للمحاماة في بيان إنه سيتعين على ملاديتش إجابة أسئلة حول مكانه وقت الحادث. كانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة قد اتهمت ملاديتش (69 عاما) قائد جيش صرب البوسنة خلال فترة حرب البوسنة (1992-1995) بجرائم حرب من بينها قتل 8 آلاف مسلم في مذبحة سربرنيتشا عام 1995 . وقوبل اعتقال ملاديتش بإشادة من قبل المجتمع الدولي، إلا أن بضعة آلاف من أنصاره القوميين اليمينيين تظاهروا أمس الأحد في بلجراد احتجاجا على اعتقاله. وتحولت المظاهرات إلى أعمال عنف، ما أسفر عن القبض على 180 شخصا ونقل 32 رجل شرطة إلى المستشفيات.