شهدت ألمانيا، اليوم السبت، مجددا مظاهرات ضخمة، ضمت عشرات الآلاف للتنديد بالطاقة النووية، حيث ردد المتظاهرون من خلال مكبرات صوت شعارات تطالب بإغلاق المفاعلات النووية. الجدير بالذكر، أن الائتلاف الحاكم المكون من تحالف المستشارة إنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي وحزب وزير الاقتصاد فيليب روسلر الديمقراطي الحر، يعتزم إجراء مشاورات مهمة، مساء غد الأحد، في دار المستشارية حول إستراتيجية التخلي عن الطاقة النووية. ومن المنتظر أن تقوم اللجنة الأخلاقية المسماة ب"مجلس الحكماء"، يوم الاثنين المقبل، بتسليم المستشارة ميركل نتائج البحث الذي كلفتها المستشارة بإعداده، لدراسة إستراتيجية للتخلي عن الطاقة النووية، وستعتمد الحكومة على هذا التقرير في إقرار حزمة تضم "6 قوانين على الأقل" في السادس من الشهر المقبل، ينص أحدها على التخلي النهائي عن الطاقة النووية. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية للتو أن التقرير النهائي للجنة يحوي توصية لميركل بالتخلي عن الطاقة النووية في موعد أقصاه نهاية العقد المقبل. جاء ذلك بعد انتهاء الاجتماع النهائي لأفراد اللجنة ال17 التي تضم شخصيات علمية واقتصادية وكنسية مرموقة. وقدر القائمون على تنظيم مظاهرات، اليوم السبت، التي شهدتها 21 مدينة ألمانية أن عدد المشاركين في هذه المظاهرات وصل إلى 160 ألف شخص، طالبوا بإغلاق المفاعلات النووية وسرعة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. وكانت هيئات معنية بحماية البيئة ونقابات وأحزاب سياسية دعت إلى تنظيم هذه المظاهرة الضخمة، لتوصيل الرسالة إلى أعضاء حكومة إنجيلا قبل اجتماعهم. وقال منظمو المظاهرات، إن العاصمة الألمانية برلين وحدها شهدت مظاهرة ضمت 25 ألف شخص (20 ألف وفقا لتقديرات الشرطة)، جابوا شوارع العاصمة حتى وصلوا إلى المقر الرئيسي لحزب إنجيلا المسيحي. وطالب المتظاهرون إنجيلا بإغلاق المفاعلات النووية دون إبطاء، وأعادوا إلى الأذهان، من خلال هتافاتهم، الكارثة التي حاقت بمحطة فوكوشيما اليابانية. كما شهدت ولاية بافاريا جنوبألمانيا مظاهرات ضمت عشرات الآلاف، حمل خلالها المتظاهرون لافتات مكتوب عليها "طاقة نووية؟ لا شكرا". كما جابت المظاهرات المنددة بالطاقة النووية مدينة هامبورج شمال البلاد، وكذلك مدينة دريسدن شرقي ألمانيا، بالإضافة إلى مدينة بون الواقعة غربي البلاد.