أودى القتال الذي شهده اليمن، هذا الأسبوع، بحياة نحو 115 شخصا، والذي دفع آلاف السكان إلى الفرار من صنعاء، وزاد من شبح الفوضى الذي قد يفيد جناحا للقاعدة مقره اليمن ويهدد السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم. وكانت أحدث موجة من القتال، التي اندلعت بين قوات الأمن التابعة لصالح وأعضاء من عشيرة حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر، أكثر المواجهات دموية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في يناير، وأطلق شرارتها رفض صالح التوقيع على اتفاق نقل السلطة. وأعرب الوسطاء عن سخطهم المتزايد على صالح، قائلين: إنه يفرض شروطا جديدة كل مرة للتوقيع على اتفاق يرعاه مجلس التعاون الخليجي، وكان أحدثها اشتراطه إقامة احتفال شعبي للتوقيع. وترددت أصوات إطلاق البنادق الآلية والانفجارات المتفرقة في المدينة قبل أن تخف حدة القتال بعد جهود للوساطة، وأخلي مقاتلو الأحمر مباني الوزارات الحكومية التي سيطروا عليها في مقابل وقف إطلاق النار وخروج القوات الحكومية من منطقتهم. وينطبق وقف إطلاق النار على منطقة تحيط بمجمع الأحمر في صنعاء المقسمة حاليا بين الجانبين. وهناك هدنة غير رسمية أيضا في منطقة بشمال شرق صنعاء ،حيث قالت عشائر، أمس الجمعة، إنها سيطرت على معسكر للجيش. وضربت الطائرات الحربية اليمنية هؤلاء المقاتلين العشائريين بالقنابل، واخترقت حاجز الصوت فوق صنعاء. وهناك مخاوف من أن يصبح اليمن الفقير، الذي يعيش نحو 40% من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم، دولة فاشلة، لاسيما وأنها تطل على ممر ملاحي يمر منه 3 ملايين برميل من البترول يوميا. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية وكلتاهما كانت هدفا لهجمات فاشلة لجناح القاعدة في اليمن من أن يقوي أي انتشار للفوضى الجماعة المتشددة.