اتصلت حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الخميس بدول أجنبية لعرض وقف لإطلاق النار لكن هناك تشككا في امكانية أن ينهي هذا الاقتراح الصراع الدائر منذ ثلاثة أشهر،ومن غير المرجح أن يؤدي عرض وقف إطلاق النار إلى إثناء الزعماء الغربيين المجتمعين في قمة مجموعة الثماني بمنتجع دوفيل الفرنسي بعد ان قالوا إنهم يقتربون بشكل مطرد من هدفهم لإجبار القذافي على التنحي. وقالت اسبانيا إنها واحدة من عدة دول أوروبية تلقت اقتراحا من رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي بوقف فوري لإطلاق النار. وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاسباني "تلقينا الرسالة وسنتخذ نفس موقف باقي أوروبا." وأضاف "الجميع يتطلع للتوصل إلى اتفاق... لكن لابد من اتخاذ خطوات بعينها أولا وهي لم تتخذ حتى الآن." وتم استدعاء الصحفيين الأجانب في طرابلس إلى مؤتمر صحفي يعقده رئيس الوزراء الليبي لكن لم ترد أنباء عن الموضوع الذي سيتحدث عنه. وعرضت حكومة القذافي قبل ذلك وقفا لإطلاق النار. وفي كل مرة يرفض مقاتلو المعارضة هذا العرض ويقولون إنهم لن يقبلوا بشيء أقل من تنحي القذافي. وعلى الرغم من أحدث عرض لوقف إطلاق النار تشن قوات القذافي اليوم واحدا من أكثر هجماتها ضراوة منذ أيام على مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة. وقال مراسل لرويترز في المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس إن بإمكانه سماع أصوات قذائف المورتر وهي تسقط كل خمس دقائق على المشارف الغربية لمصراتة. وأضاف أن هناك حركة مستمرة لسيارات الإسعاف من خط الجبهة وإليه. وقال عبد اللطيف الصويحي وهو مقاتل للمعارضة (56 عاما) "بدأ القصف الساعة السابعة صباحا تقريبا (0500 بتوقيت جرينتش). نيران المورتر اليوم شديدة بالفعل ومستمرة. قذائف المورتر تقترب من خط الجبهة اكثر مما كان قبل عدة أيام." وتسيطر المعارضة الليبية الآن على شرق البلاد حول معقلها في بنغازي وبعض جيوب في الغرب. لكن الصراع وصل إلى حالة من الجمود مع عجز المعارضة عن الزحف إلى طرابلس وترفض قوى حلف شمال الأطلسي إرسال قوات برية خشية التورط في الصراع بعد تجربتي العراق وأفغانستان. لكن مسؤولين غربيين يقولون إنهم واثقون أنهم يرخون تدريجيا قبضة القذافي على السلطة من خلال فرض عقوبات وفي الوقت ذاته ممارسة الضغط العسكري والدبلوماسي. وقال مسؤول دفاع أمريكي "نحن ننهك نظاما بمرور الوقت... نجعل النخبة تشعر بعدم الراحة.. يحدث انشقاق داخل القيادات العليا. هذا لا يحدث سريعا." وأضاف المسؤول "ما نحاول القيام به هو جعل النظام يدرك الخطر المحدق به." وينفي القذافي الذي يتولى السلطة منذ أكثر من 40 عاما أن قواته تستهدف المدنيين ويقول إن قواته الأمنية أجبرت على إخماد تمرد يقوم به مجرمون وأعضاء في تنظيم القاعدة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارة للندن امس الأربعاء إنه لن يكون هناك تخفيف للضغوط التي تمارس على القذافي للتنحي. وقال أوباما "أتفق تماما بعد وضع التقدم الذي أحرز خلال الأسابيع الماضية في الاعتبار على أن القذافي ونظامه بحاجة إلى فهم أنه لن يجري تخفيف الضغط الذي نمارسه." وأضاف "أعتقد أننا حققنا قوة دفع كافية وطالما حافظنا على هذا المسار سيتنحى في نهاية المطاف... ستكون عملية بطيئة ومستمرة سنتمكن خلالها من إنهاك النظام." وربما تواجه محاولات التوصل إلى توافق في الآراء بشأن ليبيا في مجموعة دول الثماني صعوبة بسبب روسيا التي تعارض حملة القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي.