غاب البابا شنودة الثالث، المقيم الآن فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، عن إلقاء محاضرته الأسبوعية العامة ومحاضرة طلبة الكلية الإكليريكة بالإسكندرية للأسبوع الثامن على التوالى، فيما أكد مصدر كنسى مقرب للبابا بالإسكندرية أن الأنبا شنودة «أعلن صوما (امتنع) عن الحضور إلى الإسكندرية، اعتراضا على سياسات المحافظ المجحفة تجاه الكنيسة والأقباط والتى وصلت إلى حد التعنت مع مقر البابوية نفسه، ومنع أعمال الترميم به». وأكد أن البابا أجل اتخاذ القرار بالعودة إلى مقر البابوية فى الإسكندرية أو الاستمرار فى المقاطعة إلى ما بعد اجتماع المجمع المقدس السنوى فى السابع من يونيو المقبل. ونشرت مجلة الكرازة الرسمية الناطقة باسم الكنيسة صورة للقاء جمع البابا، الشهر الماضى، ومدير الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بالإسكندرية اللواء عصام فؤاد بحضور وفد من الكنيسة على رأسه الأنبا يؤنس والأنبا أرميا سكرتيرا البابا والأنبا كيرلس أفامينا رئيس دير مارمينا بالإسكندرية والقمص شاروبيم الباخومى وكيل البطريرك بمقر البابوية بالإسكندرية. وعلمت «الشروق» أن اتصالات مستمرة، آخرها كان قبل يومين، تجرى بين البابا وعدة قيادات سياسية لوضع حد لما اعتبرته الكنيسة تعنتا من اللواء عادل لبيب تجاه الكنيسة، التى اعتبرت أن نهاية عهد المحافظ السابق الوزير عبدالسلام المحجوب، كان إيذانا ببداية فترة جديدة من التعنت الإدارى معها، وهو الأمر الذى دفع رئاسة الجمهورية إلى اختيار المحجوب ليكون ممثلا عنها فى حفل استقبال البابا عند عودته من رحلته العلاجية فى أكتوبر الماضى. يذكر أن قرار اعتقال لاثنين من موظفى الكنيسة المرقسية تلاه هدم لعدة مبان تابعة للكنيسة فى كنج مريوط أبو ثلاث وإغلاق كنيسة بالعصافرة لفترة، وتوقف تصريحات الترميم والبناء بعدة كنائس كانت وراء انتشار حالة من الغضب فى الأوساط الكنسية فى الإسكندرية انتهت بامتناع البابا عن زيارة الإسكندرية لحين تلقى اعتذار واضح من المحافظ عن سياساته المتعنته.