قال اليوم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنه لن يسمح بدخول الأزهر في معارك وهمية، وبمسميات زائفة أو مغرضة أو المضاربة بالدين في الصراعات السياسية وذلك في ظل ما نشهده من فوضي المصطلحات حول المدني والديني وأمثالها من المصطلحات الغامضة والملتبسة. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "تعارف الحضارات" الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 18 إلى 19 مايو بمشاركة أكاديميين ومتخصصين من مصر والمملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب وتونس وتركيا وإيران، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من المنظمات؛ منها: المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو". كما شدد الطيب خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه الشيخ "محمود عزب"أن الأزهر لن يفرط قيد أنملة في قضايا أمتها الرئيسية مقدمتها القضية الفلسطينية، وأن الأزهر لن يسمح باسم الحوار أو التسامح أن تسلب حقوق أمة أو يحتل واحد من أراضيها، وأضاف الطيب، أن الدور التاريخي للأزهر عبر تاريخه الطويل سوف يظل في ذاكرة الأمة مصدر إلهام، وإن دور علمائه في التاريخ الحديث والمعاصر لدليل على موقعه الرائد والقائد في اللحظات التاريخية الفارقة، وإن قادة الفكر والسياسة من الطهطاوي إلى محمد عبده، وسعد زغلول، وغيرهم من النجوم اللامعة في سماء الأمة هم من حصاد الأزهر جامعًا أو جامعة. وعن علاقة الإسلام بالديانات الأخرى قال "الطيب " أن موقف الإسلام من المسيحية ينطبق بالقدر نفسه على اليهودية التي انفتح عليها الإسلام في المدينة، ووجد فيها أوجه شبه عديدة بينها وبينه في مفهوم "التوحيد" ومفهوم "الشريعة". وتغنينا صحيفة المدينة، أو "وثيقة المدينة" التاريخية عن الاستفاضة في بيان صلة الإسلام باليهودية. وأشار الطيب إلى إحدى فقرات هذه الوثيقة التي تنص على أن اليهود "أمة من المؤمنين: لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وعلى اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم" كدليل على أن الإسلام يوفر حرية اختلاف الدين، وحرية الاستقلال الاقتصادي للآخرين من منطلق الأخوة في الأديان. وكانت مكتبة الإسكندرية قد دشنت خلال مؤتمر "تعارف الحضارات "مشروع "إعادة إصدار كتب التراث في الفكر النهضوي الإسلامي"، والذي يهدف إلى تقديم مختارات من تراث هذا الفكر، والتعريف بأهم ، ويشمل المشروع 11 عنواناً لأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين التاسع عشر والعشرين الميلاديين.