قادت عمليات مضاربة حادة، من قبل مستثمرين مصريين وعرب على أسهم كبار رجال الأعمال مؤشرات البورصة المصرية إلى ارتفاعات قوية لدى إغلاق تعاملات اليوم الثلاثاء، وسط تجاهل من المستثمرين للأنباء التي حذرت من تراجع معدلات النمو وارتفاع عجز الموازنة وعزوف الاستثمارات الأجنبية. وأنهى مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي إكس 30" تعاملات، اليوم الثلاثاء، على ارتفاع قوي بلغت نسبته 1.49%، ليصل إلى 5203.28 نقطة بدعم من عمليات شراء على أسهم الشركات الكبرى والقيادية، خاصة التي ترتبط بقضايا فساد لمسؤوليها، فيما كانت الارتفاعات أقل على صعيد مؤشرات الأسهم الصغيرة والمتوسطة التي يهتم بها الأفراد. وأغلق مؤشر "إيجي إكس 70" على ارتفاع نسبته 0.4%، مسجلا 630.30 نقطة، كما ارتفع مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 0.75%، منهيا التعاملات عند مستوى 965.57 نقطة، بعد أحجام تداولات كلية بلغت 610.7 مليون جنيه تضمنت صفقات نقل ملكية وتعاملات في سوق السندات بقيمة 42.3 مليون جنيه. وقال وسطاء بالسوق، إن تعاملات، اليوم الثلاثاء، شهدت عمليات مضاربة حادة على أسهم شركات كبار رجال الأعمال، منها "بالم هيلز" المملوكة لعلاء وجمال مبارك نجلي الرئيس السابق حسني مبارك ووزيري النقل والإسكان السابقين "محمد منصور وأحمد المغربي"، ليقفز السهم بنسبة 10%، وهو الحد الأقصى المسموح به خلال الجلسة ليصل إلى 1.90 جنيه. وأوضح أحمد عبد الحميد، مدير التنفيذ بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، أن عمليات المضاربة على أسهم الكبار لم تقتصر فقط على أسهم "بالم هيلز"، ولكن امتدت إلى أسهم شركة "طلعت مصطفى القابضة" التي سجلت ارتفاعا بنسبة 10% أيضا، ليصل إلى 4.03 جنيه. وأشار إلى أن أسهم شركة "السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار سوديك" المملوكة ل"مجدي راسخ" صهر الرئيس السابق، والذي قدم استقالة من رئاستها الأسبوع الماضي، سجل أيضا نسبة الارتفاع القصوى اليوم البالغة 10%، ليصل إلى 63.17 جنيه. وارتفعت أيضا أسهم قيادية مملوكة لرجال أعمال آخرين، مثل "المنتجعات السياحية المصرية" المملوكة لرجل الأعمال "إبراهيم كامل" ليقفز بنسبة 9%، مسجلا 91 قرشا، كما ارتفعت أسهم شركة "العز لحديد التسليح" مسجلا 9.5 جنيه على خلفية استقالة رئيس مجلس إدارتها "أحمد عز"، والمتهم في قضايا فساد قبل أن ينهي السهم التعاملات عند مستوى 9.04 جنيه. وأرجع محللون هذا الإقبال الشرائي على أسهم كبار رجال الأعمال الذين يتورط أغلبهم في قضايا فساد مالي أو قضايا سياسية إلى وصول أسعار أسهم شركاتهم إلى مستويات غاية في التدني، حيث وصلت أسعار بعضها إلى أقل من جنيه أو أكثر بقليل، ما جعلها فرصة ذهبية للمضاربة بعيدا عن الأداء المالي. وأشاروا إلى أن هذه الأسهم أصبحت في متناول صغار المستثمرين والمضاربين الذين تعودوا على الشراء والبيع في الأسهم الضعيفة ومحدودة السيولة، ما جعل الهبوط الحاد لأسهم كبار رجال الأعمال فرصة لهم للمضاربة عليها، ملمحا إلى أنه ربما يكون هدفا نفسيا لصغار المستثمرين الذين يرغبون في تملك هذه الأسهم التي طالما كانت بعيدة المنال عنهم. ونوه الوسطاء إلى أن أسهم قيادية أخرى ارتفعت اليوم، منها أسهم البنك التجاري الدولي وأوراسكوم تليكوم وأوراسكوم للإنشاء وهيرميس.