هى محور الصراع والأحداث داخل فيلم «دكان شحاتة» وخارجه، فتجربة هيفاء وهبى النجمة القادمة من عالم الأغنية والاستعراض إلى السينما وفى فيلم يثير الجدل تستحق أن نقف أمامها.. هيفاء تحدثت عن شحاتة والدكان وخالد يوسف والسينما فى هذا الحوار.. ما الذى حمسك لخوض تجربة التمثيل رغم رفضك التمثيل من قبل واعترافك أنك لا تجيدينه؟ لم أقل إننى لا أجيد التمثيل، فأنا أحب التمثيل ولدىّ طاقات كثيرة أريد أن أخرجها، ولكننى كنت أتأنى فى اختياراتى حتى أجد السيناريو الذى يدفعنى للأمام، ويفيدنى فى مشوارى الفنى، وكان شرطى أن أقدم أدوارا ليس لها علاقه بى كمغنية، تحديدا كونى لبنانية، لأن المنتجين لا يرون المغنية اللبنانية إلا فى أدوار الفتاة اللعوب، وأصررت على تغيير هذه النظرة الضيقة، وهذا ما حصل فعلا. كما أننى عندما قرأت سيناريو الفيلم تعاطفت جدا مع الشخصيتين الرئيسيتين فيه «بيسة وشحاتة»، وبالفعل أتقنت الدور وكنت طوال الفيلم «بيسة»، وليس هيفاء وهبى. إلى أى مدى عانيت حتى تحولت من «هيفاء» الدلوعة إلى «بيسة» الجادة؟ لم أعان فى التمثيل أو فى الشكل العام أو فى نطق الكلمات، وكانت الصعوبة تكمن فى المشاعر الموجودة فى الشخصية، فبيسة شخصية عنيدة رافضة للواقع الذى منعها من الوصول إلى الشىء الذى تحبه، فالفيلم للأسف يبين أن الشر ينتصر على الخير، وهذا هو واقعنا فى الحياة، كما أننى سألت قبل أن أوافق على العمل: هل شخصية بيسة وشحاتة موجودتان فى واقع الحياة، وتفاجأت أنهما بالفعل موجودتان، لذلك كان بكائى فى الفيلم حقيقيا وليس تمثيلا، لأنها تستحق أكثر من هذه الدموع. قيل إن خالد يوسف قصد بشخصيات الفيلم إظهار التفكك بين العرب والصراع العربى الإسرائيلى فما كان يقصد بشخصية «بيسة»؟ ليس بالضرورى أن تكون ضمن صراعات الدول العربية، فهى لم تكن أكثر من فتاه لا تستطيع أن تقدم على فعل شىء إلا بإذن أهلها، ولديها مشاعر كثيرة وتعرف كيف تحب الناس من حولها، وكانت مشكلتها أنها لا تستطيع أن تعيش حياتها مع الشخص الذى أحبته واختاره قلبها. ورغم أنها تفشل فى تحديد مصيرها فإنها تظل تدافع عن الخير حتى نهاية الفيلم، ولكنها تفشل أيضا فيما أرادت لأن الشر فى النهاية انتصر على الخير. فالفيلم يناقش فكرة الصراع على الملك من خلال الدكان، ومن الممكن أن يقصد به الأرض أو الوطن، وبيسة كانت ضمن الأشياء، التى تدور حولها الصراعات، والفيلم يحكى قصة تحدث بين أناس من مجتمع صعيدى، ومن الممكن أن يتكرر ما حدث فى الفيلم فى الوطن العربى. ألم تقصدوا بالدكان فلسطين؟ لا أعرف. الفيلم به إسقاطات سياسية كثيرة ألم تفهميها؟ أقوم فى الفيلم بدور بيسة وهى لا تفهم فى السياسة إطلاقا، ولم يكن بالضرورى أن أفهم وأقتنع بكل ما فى الفيلم من سياسة لكى أجسد الدور، لأن هذا ليس من حقى، وأنا أعرف أن الفيلم ملىء بالسياسة، ولكن ليس لى علاقه بقراءات ما بين السطور، ولست أنا من يحددها، فهذه رؤية المخرج والمؤلف ولم أتدخل فى تفاصيلها، فأنا عنصر فى الفيلم كلفت بدور محدد وقدمته بأفضل شكل ممكن. الفيلم كان له أزمة مع الرقابة.. فهل مر مقص الرقيب على أى من مشاهدك؟ أؤكد أن دورى لم يحذف منه ولا مشهد، كما أن خالد يوسف هو الوحيد الذى من حقه أن يتحدث عن مشكلات الفيلم مع الرقابة. هل طلبت الاستعانة بدوبليره فى مشهد الحريق؟ رغم أن خالد يوسف حذرنى من هذا المشهد، وطلب أن تقوم به دوبليره، فإننى فضلت أن أقوم بنصف المشهد حتى اشتعلت النار فى الجلباب لكى يكون به مصداقية، أما باقى المشهد فكان بواسطة دوبليره. رغم أن ملابسك كانت جريئة كفتاة صعيدية إلا أن الجميع توقع أن تكون مشاهدك أكثر جرأة وإثارة.. كيف رأيت ذلك؟ بالصدفة كان سيناريو الفيلم خاليا من الجرأة الخادشة، مثل التى فى أفلام خالد يوسف، وكان يتوقعها الجمهور من هيفاء عندما أمثل فى فيلم من إخراجه وهذا لم يحدث. وبالنسبة لجرأة الملابس بالنسبه لامرأة صعيدية فأعتقد أن العلاقة بين شحاتة وبيسة كانت تسمح بأن تكون معه بهذه الملابس، لأنها تحبه منذ صغرها وتعرف أنه مكتوب لها وفى حكم المخطوبين حتى مع رفض أخيها. كيف تردين على من يقول إن خالد يوسف استغل هيفاء فى الترويج للفيلم؟ لم يستغل وجودى فى الفيلم بطريقة سلبية، بالعكس هو وضعنى على الطريق الصحيح فى السينما لأستطيع بعد ذلك الاستمرار فى التمثيل وأنا رافعة رأسى، فأنا بدأت التمثيل من موقع كبير، وأنا لم أظهر فى الفيلم أرقص فى كليب وأغنى لكى يقول أحد إنه استغلنى، فهو قدمنى فى دور جاد، ويراهن علىّ، وأتمنى أن يكسب بى الرهان. وهل اختلفت على ترتيب اسمك على الأفيش أو على مساحة الدور؟ هذا لم يحدث إطلاقا لأنى قرأت شخصية «بيسة» وأحببتها جدا كما هى، والتغييرات البسيطه التى طلبتها كانت لكى يتناسب الدور مع شخصيتى وطبيعتى، وكان هناك بعض الجمل فضلت تغييرها لا أستطيع قولها. لكن ألا يقلل منك وجود 7 أغنيات فى الفيلم وليس لك فيها ولا واحدة؟ لا هذا لا يقلل منى، لأن الأغنيات التى قدمت فى الفيلم كانت جاهزة بالفعل، حتى قبل أن يختارونى للعمل فى الفيلم، كما أننى أفضل أن تكون مساحة دورى فى الفيلم كلها تمثيلا ولا يتخللها أغنيات، ولو كنت أريد الغناء فى الأفلام لفعلت ذلك منذ فترة طويلة، ولكنى كنت أرفض ذلك، لأنى أريد أن أفصل بين هيفاء المغنية والممثلة. كانت هناك غيرة من المشاركين فى الفيلم لتركيز الإعلام عليك.. فكيف شعرت بهذا؟ أعتقد أن الجمهور بعد أن يشاهد الفيلم سيعرف أن كل الممثلين الموجودين فى الفيلم أبطال، وعلى العكس أنا زدت فخرا أننى شاركت ممثلين حقيقيين فى أولى تجاربى التمثيلية، وما يقال عنى أمر متوقع لأنى أشارك لأول مرة فى السينما، فكان من الطبيعى أن يكون هناك نوع من الترقب عند الناس ليروا فيلم هيفاء وهبى، لكن كل شىء سيتضح بعد أن يشاهد الجمهور الفيلم. فلم يكن بينى وبين أى أحد غيرة أبدا حتى مع غادة عبدالرازق، التى نشرت الصحف أن هناك مشكلات بيننا، والحقيقة أن غادة هى أول من استقبلتنى فى أسرة الفيلم وساعدتنى كثيرا، وكيف يعقل أن يكون بينى وبين أبطال الفيلم منافسة وأنا كنت أنتظر مساعدة وكلمة تفيدنى منهم. ما نسبة رضائك عن الفيلم؟ شاهدت الفيلم ثلاث مرات، وفى كل مرة لا أصدق أننى الموجودة فيه، وباللبنانى أقول كتر خير الدنيا أننى قدمت دورى بهذا الشكل.