يشكو الأطباء والعاملون بالتأمين الصحى فى الغربية من أوضاع سيئة تعوقهم عن أداء عملهم بالشكل المطلوب، وتضاعف عجزهم عن تقديم خدمات ذات مستوى ملائم وجيد للمرضى، بحسب قولهم، فضلا عن اتهام القائمين على المستشفى بإهدار المال العام، وعدم صيانة الأجهزة والشكوى المستمرة من نقص الأطباء وأطقم التمريض المتخصصة، ويبدو أن تعيين مدير جديد للفرع وهو الدكتور مجدى العشرى القادم من الخارج حديثا، لم يقدر على إنهاء مسلسل الأزمات والمخالفات الصارخة التى تهدد حياة المرضى، برغم الملايين التى أنفقت لإنشاء هذا الصرح بوسط الدلتا. وتتضمن المخالفات عدم وجود تعاقدات لأعمال الصيانة التخصصية بمستشفيات التأمين والتى تكلفت ملايين الجنيهات مثل «المغاسل، أنظمة الحريق، طلمبات المياه والأسانسيرات»، بالإضافة إلى عدم توافر الكوادر البشرية المدربة على التعامل مع هذه الأجهزة، وتعطل الكثير من الأجهزة الطبية، ووجود أخرى غير مستخدمة، وهو ما وصفه العاملون ب«إهدار المال العام». ويوجد بمستشفى المجمع الطبى نحو 12 حضانة بالجهاز التنفسى لا تعمل لعدم وجود أطباء وأطقم تمريض متخصصة، على الرغم من معاناة محافظة الغربية من أزمة فى حضانات الجهاز التنفسى، فإجمالى الحضانات الموجودة بمستشفيات المحافظة لا يزيد على 19 حضانة. وتشكو العديد من الأقسام بمستشفى المجمع الطبى من توقفها عن العمل ومن بينها أقسام «النساء والتوليد، العظام، المسالك البولية، الأنف والأذن»، هذا على الرغم من تصريحات مدير الفرع قبل شهور بأن مستشفى المجمع ستعمل بكامل طاقتها بعد 6 أشهر، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن، لوجود عجز بالأطباء وأطقم التمريض وعدم الاستعانة بأطباء مستشفى المبرة. أما الكارثة الحقيقية، بحسب وصف العاملين، فتتمثل فى إلغاء قسم الأورام بالمبرة بعد افتتاح المجمع بنحو ستة أشهر، فضلا عن علاج أكثر من 30 حالة بالعلاج الكيماوى بطرق عشوائية دون الالتزام ببروتوكلات العلاج الكيماوى المحلية والدولية، أو تحديد مدى استجابة للعلاج، وساقوا مثالا بحالة مريضة تدعى هانم عزت عبدالحميد، مصابة بورم خبيث بالرئة، وتم تشخيصه ببذل السائل البلورى وتحليله، وقد تلقت 40 جرعة علاج كيماوى فى الفترة بين عامى 2006 و2010 بدون توقف، ولم يتم عمل أبحاث للمريضة للتأكد من استجابتها للعلاج من عدمه، وتكررت جرعات علاج كيماوى دون ظهور أى تحسن على المريضة، فضلا عن عدم عمل أشعات لها أو تحاليل منذ بداية علاجها للتأكد من استجابتها للعلاج. الأخطر هو ما تعرضت له المريضة روحية محمد البلاط، ومصابة بورم خبيث فى المعدة، حيث تم تشخصيه باستخدام المنظار وتم عمل أشعة عادية على الصدر ومقطعية على البطن والحوض، وأثبتت عدم انتشار الورم ولكن توغله موضعى، وتم إرسال الحالة لتلقى علاج كيماوى بمستشفى المجمع، علما بأن حالتها لا تسمح بذلك. وتشمل المخالفات عدم وجود جهاز لعلاج مرضى سرطان الثدى بالإشعاع، على الرغم من انتشاره بين السيدات فى المجتمع بنسبة تصل إلى 60%، ويوجد الجهاز الوحيد على مستوى الغربية والذى يخدم منطقة وسط الدلتا داخل «جمعية رعاية الأورام» وهى تشكو من كثرة المترددين عليها من المرضى، وتصل فترة انتظار المريض أحيانا إلى 6 أشهر لحين حصوله على الدور. يذكر أن هناك 3 مستشفيات للتأمين الصحى بمحافظة الغربية هى مستشفى المبرة بطنطا، ومبرة المحلة، والمجمع الطبى، إلا أن هناك كارثة لعدم استقبال حالات الحوادث والطوارئ سواء صباحا أو مساء، كما تقوم المستشفيات الخاصة أو مستشفيات الصحة ومستشفيات الجامعة بتقديم هذه الخدمة بمقابل، علما بأن جميع المرضى المتعرضين للحوادث أو حالات الطوارئ يشترون المستلزمات الطبية والأدوية على نفقتهم دون أى تكلفة على التأمين.