أثار إعلان القيادى الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح الترشح للرئاسة مستقلا، جدلا حادا داخل الأوساط السياسية، وأزمة مكتومة فى جماعة الإخوان التى تحدى أبوالفتوح قرارها الرافض للدفع بمرشحين على هذا المنصب. وكان أبوالفتوح قد أعلن خلال حواره مع «الشروق» أمس أنه اتخذ قرارا مبدئيا بالترشح، كاشفا عن ملامح برنامجه الانتخابى. وفى أول رد فعل على هذا القرار قال نائب مرشد الإخوان، خيرت الشاطر، ل«الشروق» إن الجماعة لن تدعم أحدا من أبنائها إذا خرج على قرارها، موضحا أن هذا ما انتهى إليه مجلس الشورى. وشدد الشاطر على أن الجماعة لم تحسم أمرها فيما يخص باقى المرشحين للرئاسة حتى الآن، ولم تحدد موقفها من أى منهم. وقال عضو مجلس شورى الجماعة والمحسوب على التيار الإصلاحى، حلمى الجزار، إن جميع أفراد الجماعة ملتزمون بقرارها الذى أعلنته، فالإخوان أعلنوا صراحة أنهم لن يدعموا أحد أفرادهم. يأتى ذلك فى الوقت الذى علمت فيه «الشروق» أن هناك مجموعات وقيادات شبابية تعتزم دعم أبوالفتوح خلال الفترة المقبلة، ليس بالتصويت له فقط، ولكن بمساندته أيضا فى تحركاته. وقال أحد القيادات الشبابية الذى فضل عدم ذكر اسمه: «الشرع يفرض علينا الوقوف إلى جانب المرشح الأفضل والتصويت له، فإذا لم يترشح أحد يفوق أبوالفتوح من وجهة نظرنا، فسيكون حتما علينا أن ندعمه». من جانبه قال أحد القيادات الشبابية الاخوانية، أحمد الجعلى، إنه شخصيا مع دعم أبوالفتوح لأنه تتوافر به مجموعة من المتطلبات التى نحتاجها فى الرئيس القادم. وعلى صعيد التيارات الإسلامية قال عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية، عصام دربالة، إن الجماعة لم تحدد موقفها بعد من المرشحين المطروحين للمنصب، مشيرا إلى أن الحديث عن تأييد مرشح دون آخر أمر سابق لأوانه، لافتا إلى أن الجماعة عندما تحدد المرشح الذى تدعمه سيكون ذلك وفقا لمجموعة من المعايير أهمهما برنامجه، ومواقفه السابقة تجاه قضايا الوطن والقضايا الإسلامية. وقال القيادى فى تنظيم الجهاد، نزار غراب، إن الصورة لم تتضح بشكل نهائى، مشددا على أن المرشح الذى سيدعمونه يجب ألا يكون متصادما مع الفكرة الإسلامية أو النصوص الإسلامية القطعية التى لا لبس فيها، مشيرا إلى أنهم ينتظرون لحين اتضاح الصورة. وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عمرو الشوبكى، إن ترشح أبوالفتوح للرئاسة سيحدث ارتباكا داخل صفوف جماعة الإخوان لكنه لن يؤدى لانشقاق. وأشار الشوبكى إلى أن فرص أبوالفتوح فى الفوز بالمنصب تتوقف على قدرته على عقد تحالفات مع التيارات الدينية والمدنية بالمجتمع المصرى.