واصل ما يقارب 500 مسيحي، اليوم الثلاثاء، اعتصامهم المفتوح على كورنيش النيل أمام مبنى ماسبيرو بوسط القاهرة لليوم الثالث على التوالي، تنديدا بالحوادث الطائفية التي استهدفت كنيستين بمنطقة إمبابة بالجيزة، مساء السبت، وفي الساعات المبكرة من صباح الأحد الماضيين، حيث هتف المعتصمون ضد الدعوة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين، وحملوهما مسؤولية الأحداث التي يتعرض لها المسيحيون في البلاد. وأكد المعتصمون في هتافاتهم على الوحدة الوطنية بين المسيحيين، ومن أسموهم "المعتدلين من المسلمين من غير المنتمين للجماعات السلفية"، وأشادوا بمشاركة أعداد من المسلمين، بينهم محجبات ومنتقبات شاركن في الاعتصام، حاملات صورا للبابا شنودة وعدد من الرموز التاريخية للمسيحية، ورفعوا لافتات تدين ما أسموه "استباحة الدم القبطي". كما هاجموا الدعوة السلفية حيث رفعوا لافتات كتبوا عليها "يا سلفي علمني الهيافة.. تعالى في كاميليا واتصدر"، كما طالبوا بالكشف عن مصير "هبة إسكندر" المسيحية المختفية منذ شهر تقريبا، وهتفوا: "وسط النار شايفين دمار.. بس إلهنا إله جبار". واستمر الاعتصام بعدما فشلت محاولات عدد من القيادات الأمنية في إقناع القمص متياس نصر، كاهن كنيسة مارمرقص بعزبة النخل وأحد قيادات اعتصام ماسبيرو، بفض الاعتصام مع وعد بتفيذ مطالب الأقباط، مؤكدا أن الاعتصام لن يفض قبل القبض على الجناة في جميع الاعتداءات المتكررة ضد الأقباط وآخرها في إمبابة، مؤكدا أن ما حدث "كوارث قومية" وليست جرائم، واستطرد في رد حاد: "أنا عارف حقوقي فين، ولادي اللي بيتمسكوا بياخدوا من سنة ل3 سنين سجن في محاكمات عسكرية، هاتولي بقى واحد بس محبوس من اللي قتلوا المسيحيين". وذلك في الوقت الذي شارك فيه حمدين صباحي، المرشح لانتخابات الرئاسة، وأعضاء من ائتلاف شباب الثورة في اعتصام ماسبيرو، في إطار مساعي عدد من القيادات الوطنية لتشكيل "الائتلاف الوطني لمواجهة الفتنة"، مشددًا على أن مطالب المعتصمين جزء لا يتجزأ من مطالب المصريين، ومطالبا بسرعة التحقيق مع مدبري حادث إمبابة. وتعرض محرر "بوابة الشروق" للاعتداء من ضابط شرطة برتبة عميد، وعدد من المخبرين وأعضاء في اتحاد شباب ماسبيرو، بعد تصوير عدد من لقطات الفيديو من المشادات بين الشباب المسيحي الذي ينظم مداخل الاعتصام، وبين سيدات مسلمات، بسبب رفضهن الخضوع للتفتيش، بعد أن طلب منهن الشباب فتح حقائبهن، كما قام أحد الشباب الأقباط بالاشتباك مع مسلم آخر رفض الخضوع للتفتيش، فضلا عن لقطة أخرى لضابط الشرطة وهو يتحدث لمجموعة من الشباب المسيحي، بزعم أنه يتحدث "على راحته"، حيث خطف الكاميرا وحذف جميع لقطات الفيديو والصور التي تم التقاطها للاعتصام، قائلا: "علشان تتعلم متصورش حاجة تاني من غير ما تستأذن". من جانبه، قدم القمص متياس نصر، اعتذاره لمحرر "بوابة الشروق"، عن تدخل مجموعة من الشباب المسيحي لخطف كاميرا المحرر، مؤكدا أنه تصرف غير مقبول، وأعطى تعليماته لأعضاء اتحاد شباب ماسبيرو بعدم تكراره مجددا، مؤكدا أن الاعتصام يتم في مكان عام، وأن لديهم قضية عادلة، يسعون لإيصالها بصورة حضارية حتى يتم تنفيذ كامل مطالبهم.