تصدرت أحداث إمبابة التي وقعت مؤخرا الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، والتي أدانت العمل الآثم الذي استهدف كنيسة "مارمينا" وما تبعه من أحداث مؤسفة، راح ضحيتها العديد من أبناء شعب أرض الكنانة مصر، ودعت الصحف الشعب المصري إلى التنبه إلى محاولات دس الفتن وزرع الفرقة التي يسعى البعض إلى بثها بينهم، والالتفاف حول وحدتهم الوطنية ومصالحهم العليا، والوقوف صفا واحدا ضد كل ما يعكر صفو البلاد وأمنها واستقرارها. وحذرت الصحف كل بلد عربي من العبث الشيطاني ومن شر الفتن وأدواتها، حتى لا يتحول ربيع الحرية إلى حرائق متنقلة تأخذه إلى غير ما هو مرتجى من تغيير ونهضة. ففي الإمارات العربية المتحدة وتحت عنوان (محاصرة الفتنة وموقظيها)، تساءلت صحيفة (الخليج) عمن يريد قتل مصر بهذا السلاح الفتاك، الذي يقطع الأوصال، ويعمي الأبصار، ويشتت الأمصار، مؤكدة أنه يجب التصدي لهذا الانفلات بحزم والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث وتهديد المصير، خصوصا أن مرحلة ما بعد الثورة ما زالت فتية وطرية العود، وما يسمى الثورة المضادة ما زالت تمتلك أدواتها التخريبية حتى الآن. وحذرت الصحيفة الإماراتية من أن الفتنة شر مستطير، وموقظيها ومشعليها أشرار ولا بد من محاصرتها ومحاصرتهم سواء في مصر أو في أي بلد آخر مستهدف بها لأي سبب وتحت أية ذريعة، والوعي الوطني هو السلاح الأمضى في مواجهة هذا الداء العضال، الذي يراد للوطن العربي أن يصاب به ولا يشفى منه. وفى المملكة العربية السعودية وتحت عنوان (إشغال مصر بالفتنة)، قالت صحيفة (الجزيرة)، "إن إثارة الفتن، وإشعال الحرائق السياسية، هو المخطط الموضوع لشغل مصر عن دورها الريادي في المنطقة، وعرقلة عملية التغيير السلمي للسلطة، بإغراق البلد في مشكلات عدة توصلها إلى صراع دموي، تجعل المواطنين يتحسرون ويتمنون عودة الوضع السابق". وفي السعودية أيضا قالت صحيفة (المدينة)، "مقتل وإصابة العشرات إثر الاشتباكات الدامية التي اندلعت مؤخرا بين مسلمين وأقباط في حي إمبابة الشعبي، يعتبر مؤشرا خطرا حقيقيا، حيث بات من الواضح أن هنالك العديد من القوى الخفية التي تعمل من وراء الكواليس لإجهاض تلك الثورة، من خلال نثر بذور الفتنة بين المسلمين والأقباط". في حين حذرت صحيفة (الراية) القطرية من تداعيات الفتنة الطائفية في مصر، وقالت، "إنها أخطر ما يمكن أن تقع فيه مصر هذه المرحلة الخطيرة من تاريخها"، ونبهت إلى أن هذه الفتنة تغذيها كما يبدو أصابع خارجية متحالفة مع أصحاب المصالح الذين تضرروا من الثورة وفلول النظام السابق. وأكدت الصحيفة أن الموقف الحازم الذي اتخذه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسرعة تحرك الجيش لتطويق الفتنة في منطقة إمبابة، ومنع انتشارها كان محل تقدير كبير لدى الشعب المصري، واعتبرت أن المعالجة الأمنية السريعة المتمثلة في تطويق الفتنة الطائفية وتحويل المتسببين بها إلى المحاكم العسكرية يؤكد عزم المجلس الأعلى على وأد الفتنة في مهدها.