تضمن تقرير داخلي وسري نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، توصيات بشأن سياسة إسرائيل حيال إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ويعتبر التقرير أن هذه الخطوة الفلسطينية بالذات فرصة إستراتيجية إيجابية من الممكن أن تفيد إسرائيل، كما يتضمن التقرير توصيات تتعارض مع ما يطرحه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، في الأيام الأخيرة بشأن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي سيتم الاحتفال بالتوقيع عليه اليوم الأربعاء في القاهرة. وقال التقرير، "إن الخطوة الفلسطينية ليست خطرا أمنيا فقط، وإنما فرصة إستراتيجية لخلق تغيير حقيقي في الساحة الفلسطينية، وأن هذا التغيير من الممكن أن يفيد المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد". وأشارت هآرتس إلى أن التقرير، الذي تسلم نسخا منه أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية، ورفائيل باراك، مدير عام وزارته، ومسؤولون كبار آخرون، أعدته شعبة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية وهي هيئة تتألف من دبلوماسيين مهنيين، وتقوم ببلورة توصيات للسياسة الإسرائيلية حيال قضايا مختلفة تتصل بعلاقاتها الخارجية. وتضمنت توصيات التقرير أن تتخذ إسرائيل توجها بناء، بحيث يحتد الصراع بين الفلسطينيين بشأن البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية، وعدم جاهزية حركة حماس للاعتراف بإسرائيل. ويعتقد معدو التقرير أن التوجه الإيجابي من قبل إسرائيل تجاه الخطوة الفلسطينية سوف يعزز العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وأنه على إسرائيل أن تعمل كلاعب ضمن مجموعة، وأن تنسق مع الإدارة الأمريكية الرد على حكومة الوحدة الفلسطينية، الأمر الذي يعزز دور الولاياتالمتحدة ويخدم المصالح الإسرائيلية. ويدعو تقرير وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى توخي الحذر في سياستها وتصريحاتها خلال هذه المرحلة الحالية قبل المصادقة على الاتفاق، وأنه يجب أن يكون الرد الإسرائيلي على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مدروسا، ويأخذ بالحسبان ضرورة مواجهة النوايا الفلسطينية بشأن طلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر القادم. ويتضمن التقرير عدة توصيات أخرى، أولها مواصلة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، الذي يعتبر مصلحة إسرائيلية، وأدى إلى تراجع حاد لما تعتبره إسرائيل إرهابا، ويدعو أيضا إلى أن تطالب إسرائيل المجتمع الدولي بوضع معايير مفصلة بشأن الحكومة الفلسطينية الجديدة. ويرى التقرير "أن خطوة من هذا القبيل هي فرصة إستراتيجية إيجابية، من شأنها أن تخدم إسرائيل إذ أنها لا تنطوي على المخاطر الأمنية فحسب، بل قد تؤدي إلى خلق تغيير حقيقي في الملعب الفلسطيني"، وأضاف، "أن هذا التغيير من الممكن أن يفيد المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد". وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير تضمن توصيات تتعارض مع ما يطرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن اتفاق المصالحة". ويقترح التقرير إيفاد بعثة لإجراء محادثات في القاهرة، من أجل تعزيز التنسيق مع الحكومة المصرية المؤقتة، علما أن يتسحاك مولخو، مستشار نتنياهو، سوف يتوجه الأحد القادم إلى القاهرة، حيث يلتقي وزير الخارجية الدكتور نبيل العربي ومسؤولين مصريين آخرين.