لا أحد عاقلا يتمنى دخول السجن ، لكننى تمنيت لو أننى دخلت سجن مزرعة طرة لمدة أسبوع على الأكثر، شرط أن أستطيع الحديث على انفراد مع نزلائه من «البهوات» الجدد. أتمنى سؤال كل أعضاء الحكومة الموسعة داخل «مجلس وزراء طرة» الأسئلة العامة الآتية: هل جال بخاطركم أن تكون تلك هى نهايتكم؟. من الذى يتحمل سبب الانهيار، الرأس الكبير، أم مجموعة أخطاء صغيرة متراكمة؟ هل تشعرون بأنكم أجرمتم فى حق بلدكم؟ هل ندمتم على ما فعلتم؟ هل إذا قدر لكم الخروج الآن تعلنون التوبة النصوح أم تقررون الانتقام من الجميع؟. ثم سؤال أخير هو: ما الذى يدفع شخصا لديه الملايين للسرقة مرة أخرى؟!. بعد هذه الأسئلة العمومية، أتمنى لو استطعت توجيه أسئلة خاصة لكل متهم على حدة. لو صادفت حبيب العادلى فسوف أسأله مباشرة: هل صحيح أن النفوذ الذى تمتعت به جعلك تشعر بأنك أهم من مبارك وأولاده؟ ثم ما حقيقة تحالفك مع جمال مبارك من أجل التعجيل بمشروع التوريث؟ هل تصورت للحظة أن ينهار كل جبروتك فى لحظات أمام مجموعة من الشباب أو «العيال» كما قال بعض مساعديك؟!. لو قابلت أحمد عز لسألته: هل صحيح أن جمال مبارك كان شريكك الخفى؟ وكيف انهار حزبك الكرتونى بعضوية نحو 3 ملايين عضو فى لحظات؟.. وأين المجمعات الانتخابية والاستهلاكية؟!.. ألم تفكر للحظة أن التزوير «الفاجر» للانتخابات قد يعجل بسقوط كل النظام؟. ولو قابلت زهير جرانة فسوف أسأله سؤالا واحدا: لماذا لم تشغل مخ سيادتك وأنت تمارس مهام منصبك؟ حتى التزوير والرشوة تحتاج حدا أدنى من الفهم كى لا تكون فجة؟!. سؤالى لأحمد المغربى هو: لماذا كنت تكرر دائما مقولة « أنك زاهد فى الوزارة وأنها سببت لك خسارة كبيرة ومنعتك من الاستمتاع بحياتك السابقة؟ ثم ما هى حكاية المؤهل الدراسى بالضبط.. هل أنت خريج هندسة أم دبلوم نسيج؟!. أما سؤالى لسامح فهمى فهو: لماذا الآن فقط تقول إنك كنت منفذا للأوامر، رغم أنك كنت دائما تسير وتبدو مثل الطاووس؟. لو قابلت أنس الفقى فسوف أسأله: بعد كل الذى نشر..ما هو الشىء النظيف الوحيد الذى فعلته فى كل حياتك؟!. سيكون المرء سعيدا لو سأل د. فتحى سرور: هل كان يصدق فعلا كل ما كان يقوله عن النظام تحت القبة؟ وإذا كانت الإجابة بلا.. فلماذا لم يمتلك الشجاعة لإعلان رأيه أو الاستقالة وقتها؟. بالنسبة لزكريا عزمى فسوف أعطيه كل ما أملك كى يقدم لى كل أسرار حسنى مبارك وعائلته لأنه يملك كل الأسرار. وبالطبع فلا يمكن الحديث عن عزمى وسرور من دون التطرق إلى صفوت الشريف، وإذا كان هو الآخر يملك كنوزا من الأسرار، لكن ما يشغلنى هو سؤال واحد: هل كنت تصدق نفسك فعلا وأنت «تتمخطر» و«تتمنظر» وتتشدق بعبارات مثل «أزهى عصور الديمقراطية» أو «الريادة»؟. طبعا هناك علاء وجمال مبارك. والأسئلة التى يود المرء توجيهها لهما تحتاج مقالا مفصلا. على كل حال لو أن «الشروق»، تدخل مزرعة طرة، ولو أن المحبوسين لديهم وقت ومزاج وقرأوا هذه السطور فالرجاء الرد على الأسئلة السابقة وإرسال الإجابات على الإيميل أو الفاكس الموجود على يمين هذه الصفحة، أو الاتصال المباشر، بما أن شبكة المحمول لاتزال قوية داخل المزرعة.