ذكرت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية، اليوم الاثنين، أن حرب الرئيس السوري بشار الأسد على مواطنيه أثارت القلق في الشارع اللبناني، ما يشكل خطرا على لبنان. وأشارت الصحيفة البريطانية في مقال كتبه روبرت فيسك ونشرته على موقعها الإليكتروني بشبكة الإنترنت إلى المظاهرات التي شهدتها مدينة طرابلس في شمالي لبنان يوم الجمعة الماضي، والتي انقسمت مابين مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للنظام السوري، وانتشار عناصر القوات الأمنية في شوارع المدنية، لمنع حدوث احتكاكات واشتباكات بين المؤيدين والمعارضين. وأوضحت أن مدينة طرابلس اللبنانية تعج بالعديد من أبناء الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلة الرئيس السوري. وقالت الصحيفة، إن ما يزيد الأمر سوءا وجود حزب الله اللبناني، والذي يعتبر المنظمة الوحيدة ذات الثقل في لبنان، والتي تساعد على تأجيج الموقف. وأشارت إلى تصديق وقبول حزب الله الاتهامات التي وجهها النظام السوري له بتورط جمال جراح النائب البرلماني عن تيار المستقبل اللبناني في ما أسماه الأسد ب"التمرد المسلح" في مدينة درعا واللاذقية وبنياس وحلب. وكان التلفزيون السوري قد عرض مقابلة مع رجلين، اعترف أحدهما بجلب أموال وأسلحة إلى سوريا بناء على تعليمات النائب اللبناني، فيما نفى تيار المستقبل وجراح هذه الاتهامات. وقالت الصحيفة، إن الرئيس السوري ليس أمامه سوى خيارين، إما الاعتراف بأنه تأخر كثيرا في حركة الإصلاح والعمل على الإسراع من وتيرة عملية الإصلاحات التي يأملها الشعب أو التنحي عن السلطة مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وحذرت الصحيفة من الاستمرار في قمع المظاهرات، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى انزلاق سوريا إلى فتنة طائفية شبيهة بما حدث في لبنان.