أكد الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار، أن عادة الاحتفال بأعياد الربيع وتناول الأسماك المملحة ترجع إلى الفراعنة الذين كانوا يقومون بتجفيفه وتمليحه في مدينة كانوس -أبوقير حاليا- فيأكلون منه ويقدمون لضيوفهم، وكان لهم السبق في تعليب الأسماك المجففة. وقال حواس -في إطار الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم بعد غد الاثنين- "إن هذه النوعيات من الأسماك التي نتناولها يوم شم النسيم لها شهادة ميلاد في التاريخ القديم، فقد كان المصري القديم بعد صيد السمك يعيده إلى مياه النيل بعد وضعه في أقفاص يصنعها من أغصان النخيل وذلك بعد ربطها بحبل يوصله بوتد بحيث يتمكن من سحب القفص لإخراج ما يريده من أسماك ثم إعادته مرة أخرى، ولم يكن هناك فرصة لسرقة الأسماك بسبب توافرها بكميات كبيرة في نهر النيل". وأضاف "أن المصري القديم عرف البيض من الفرس في القرن الخامس ق.م، فإذا ما أراد شخص تقديم هدية نادرة للفرعون كان يهديه الفراخ التي يحضرها له من بلاد الفرس، وهو ما يعني أن البيضة كانت هدية العيد للفرعون، وقد اعتاد المصري القديم أن ينهض مبكرا في ذلك اليوم حيث يهدي زوجته ورفيقة عمره زهرة اللوتس، مع أحلى الأمنيات، ثم يبدأ يومه بتلوين البيض بالألوان الزاهية ابتهاجا بالربيع رمز الحياة". وأوضح أن فلاسفة الإغريق والرومان كانوا يعتبرون أن العالم على شكل بيضة كبيرة انقسمت إلى قسمين وأصبحت السماء هي نصفها العلوي والأرض نصفها السفلي، وشم النسيم عيد شعبي وليس دينيا، إذ يحتفل به المسلمون والمسيحيون على حد سواء، فهو عيد يرمز لتجدد الحياة بكل صورها، انطلاقا من صومعة الشتاء المغلقة إلى آفاق الربيع الرحبة.