هم نجوم بالفطرة، ربما لا يملكون تاريخا فنيا كبيرا وربما لا يكونون أبناء المعاهد الفنية المتخصصة لكنهم خريجو ميدان التحرير ونجومه، الذين فروا من زحمة السوق وحسابات المعقدة إلى براح اليوتيوب والفيس بوك بحثا عن شرعية حديثة غير عابئين بما يجرى فى الأسواق الفنية وهمهم الأول والأخير أن يعبروا عن أنفسهم وعن أفكارهم حتى لو أغلقت أمامهم كل الأبواب.. «الشروق» سوف تلقى الضوء على بعضهم أملا فى أن يجد من يعيشون فى الفضاء التخيلى دورا فى الحياة الحقيقية ليستفيد من قدراتهم وأفكارهم الجميع. كاميرا صغيرة، خفة دم، فكرة جريئة هى سلاح الثنائى «صمويل محسن وجورجيس» لتقديم سلسلة من الأفلام التسجيلية بعنوان فى ميدان التحرير تشعر فيها بعمق الفكرة وطرافتها، وتشعر أيضا انك امام عين ذكية تختار موضوعات طازجة لتعبر بها عن أحداث الميدان، هذا الثنائى بإمكاناتهم المادية المحدودة قدموا أعمالا كبيرة تنبئ بوجود موهبة كبيرة خلف الكاميرا. مدحت ربما يكون الفيديو الذى تم بثه على اليوتيوب يحمل عنوانا صادما هو «فضيحة فى ميدان التحرير»، وهو لشاب يتحدث عن عصر مبارك وفوائده، وهو كوميديا صادمة لفنان شاب يدعى مدحت شاكر يحاول أن يسخر من أنصار الرئيس المخلوع والحقيقة أن مدحت الذى كتب أصدقاؤه أنه عانى من النظام السابق بسبب مواقفه السياسية وحبس أكثر من مرة كان مبهرا وقدم أداء عاليا وبروح مرحة دون تعالٍ أو تكلف، وهو فى نظرى أهم من كثير من الكوميديانات، الذين يتقاضون الملايين ولا يبتكرون، وأعتقد أن مدحت أولى بالفرصة التى تذهب لبعضهم. خمسة تهييس يبدو أن مواجهة أنصار الرئيس المخلوع بالفيديو سوف تفرز لنا مواهب كثيرة فبعد مدحت شاكر يأتى مصطفى الصولى، الذى يقدم حلقة ممتعة من برنامجه، الذى قام بإطلاق اسم «خمسة تهييس» عليه وفيه كشف مصطفى ضحالة انصار الرئيس المخلوع من خلال لقائه بشاب يدافع عن نظام مبارك، والحقيقة أن شبكة مصطفى اصطادت شخصا يدعى صابر عابدين من منطقة برك الخيام أكد صابر أنه يحب مبارك، ويكره الإخوان الذين كانوا يوزعون الحشيش فى ميدان التحرير، وطلب أن نسأل حمدين صباحى عن مصنع الخمرة اللى تحت بير السلم فى كفر الشيخ! مصطفى فى حلقاته التهيسية الأولى كشف عن موهبته والتى يمكن أن يستفاد منها سينمائيا. مرشح الرئاسة عم محمد باكوس ذلك الرجل الطيب الذى قرر أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية تحت ضغط من ستة أشخاص بالحى الذى يعيش فيه هو أحدث وجه فيسبوكاوى من خلال الفيديو الكوميدى، الذى ظهر فيه ليتحدث للشعب فى مؤتمر صحفى قرر من خلاله طرح برنامجه للرئاسة، والذى تضمن ساندوتش حواوشى لكل مواطن والحقيقة أن عم محمد بعفويته وخفة دمه يستحق أن يخرج من الفيس بوك إلى براح الشاشة. حملة قبيلة لو أن كل الذين أرادوا تثقيف المواطنين سياسيا اتخذوا منهج «دصففعس» أو دليل الصايع لفهم السياسة لتغير حالنا كثيرا فقد قرر مجموعة من المبدعين الشبابن من مجتمع الأفكار «قبيلة»، الذى روج أصحابه إلى أنهم يحاكون موسوعة ويكبيديا لكن ليس للمعلومات ولكن للأفكار فهم كما يؤكدون على صفحتهم فى الفيس بوك مجموعة كبيرة تألف وتنتج وتخرج أفلاما وحملات إعلانية والحقيقة أن أولى الحلقات التى فندوا فيها مصطلح الفصل بين السلطات بطريقة رائعة يؤكد أننا أمام صناع أفكار وأفلام لو أتيحت لهم الفرصة لاختلف وضع السينما فى مصر.