واصل الآلاف من أهالى قنا، أمس، حالة الاحتجاج والعصيان المدنى التى بدأوها عقب تعيين عماد ميخائيل محافظا للإقليم، وواصلوا قطع خط السكة الحديد بوضع المتاريس الخشبية على القضبان، وعطلوا حركة القطارات من وإلى القاهرة، لليوم الثالث على التوالى، وهو ما انعكس على حركة السياحة، حيث علق عشرات السائحين بمدينتى الأقصروأسوان وعجزوا عن الوصول إلى القاهرة، فيما تقرر سفر بعض الرحلات السياحية على الطريق الصحراوى مصحوبة بتعزيزات أمنية مشددة. وفى الجانب ذاته اقترح بدر مخلوف، أمير الجماعة الإسلامية بقنا، والذى ينتظر قرار ترحيله من سجن طرة بعد قضائه نحو 19 عاما، ثلاثة أرباع المدة، عقد اجتماع يضم 50 شخصية يمثلون عقلاء المحافظة، مع المجلس العسكرى، بحضور شيخ الأزهر بهدف التوصل إلى حل للأزمة. اتهم الشيخ بدر مخلوف، أمير الجماعة الإسلامية فى قنا، وزارة الداخلية ب«التباطؤ» فى الإفراج عنه، رغم صدور قرار بذلك مطلع الأسبوع الماضى، مستنكرا تهديدات مدير السجن له بالترحيل إلى سجن الاستئناف، فى حالة إصراره على الخروج، وأشار مخلوف إلى وصول إشارة لضابط المأمورية المكلف بترحيله بالقطار إلى قنا، تقضى بإلغاء الترحيل فى الوقت الراهن بسبب توقف حركة القطارات إلى المحافظة، مؤكدا أنه تقدم بعرض لإدارة السجن بأن يتم ترحيله على نفقته الخاصة، إلا أنه قوبل برفض من إدارة السجن. وعن الاحتجاجات الحالية بقنا نفى مخلوف أى علاقة للجماعة الاسلامية بالاحتجاجات الحالية، مؤكدا أن أهالى المحافظة مسلمين وأقباطا يرفضون المحافظ الجديد، مضيفا: «أعضاء الجماعة الإسلامية موجودون فى الاحتجاجات فقط لضبط النفس»، مؤكدا رفض الجماعة ممارسات قطع الطرق والسكك الحديدية. وفى سياق الاحتجاجات تعذر وصول مئات الأهالى إلى أعمالهم، وخاصة العاملين بقطاع البترول إثر قطع طريقى «مصر أسوان»، و«قنا البحر الأحمر»، فضلا عن غلق كل الشوراع المؤدية إلى داخل مدينة قنا. وأكد الأهالى المحتجون على تعيين المحافظ واصرارهم على استكمال اعتصامهم لحين الاستجابة لهم بتغيير المحافظ، فيما قضى الآلاف ليلتهم على الرصيف المواجه لمبنى المحافظة، ومنعوا موظفى المحافظة من الدخول وممارسة أعمالهم لليوم الثانى على التوالى، فيما توقفت كل القطاعات الحكومية بسبب قطع الطرق الرئيسية. وفى الوقت نفسه عمت حالة من الغضب الشديد بين قطاع كبير من الأهالى، إثر انتشار أعمال الشغب والبلطجة فى المحافظة، وتحطيم عدد من السيارات، فيما حذر عدد من القوى السياسية بالمحافظة من تفاقم الأزمة واتساع نطاق الاحتجاجات. وفى الأقصر عادت حركة نقل السائحين بين المدينة ومحافظة البحر الأحمر إلى طبيعتها، بعد تشغيل الطريق الصحراوى بين مدينتى الأقصر والقصير وتأمينه أمام حركة الأفواج السياحية، وتمكنت شرطة السياحة والآثار من تأمين عودة مجموعة تضم 32 سائحا من جنسيات مختلفة إلى الأقصر، بعد أن ظلوا عالقين بمحافظة سوهاج إثر توقف حركة القطارات. من ناحية أخرى علمت «الشروق» أن عددا من العاملين والكمسارية بمحطات سكة حديد أسيوط يعتزمون تنظيم مظاهرة تندد بقطع الأهالى لخطوط القطارات، وهو ما تسبب فى تعطل اعمالهم وحرمانهم من أجر نسبة القيمة فى التذاكر.