تأسست أول مجموعة للألتراس منذ أربع سنوات، وكانت للأهلى، وحين تم تأسيسها وقع خلاف بينها وبين رابطة مشجعى الفريق، التى كانت تأسست قبلها. لكن تيار الألتراس كان أقوى، فكان لهم البقاء.. وهؤلاء الشباب يملكون فى قلوبهم طاقة إيجابية. وكانت مجموعات الألتراس المختلفة مع شباب الإخوان المسلمين من أبرز حماة ثورة 25 يناير، خاصة يوم معركة الجمل الشهيرة، وهى المعركة الفاصلة التى رسخت قواعد الثورة بفضل الذكاء الغائب من مخططى الحزب الوطنى رحمه الله. لاشك أنه مع ظهور مجموعات الألتراس تغير شكل التشجيع فى ملاعب الكرة المصرية، وأصبح أكثر جمالا ومتعة وبهجة أيضا. وصحيح وقعت فى بعض الأحيان تجاوزات، وأخطاء، إلا أن هؤلاء الشباب يشتعلون بالانتماء لأنديتهم، ووطنهم. وما زالت اللافتات التى تشع بحب الوطن تزين مدرجات ملاعب الكرة، قد أصبحت المدرجات وسيلة «إعلامية» يخاطب بها الشباب الناس، وربما الأصدقاء، وربما شباب الوطن العربى كله.. ويجب علينا جميعا أن نستخلص من هؤلاء شباب الألتراس أفضل ما فيهم.. وهو كثير. عند ظهور الألتراس بدت الكلمة «مخيفة» وأنها تعنى التطرف.. وقد يكون التطرف صحيحا لكنه فى الحب والولاء والانتماء.. وأصل كلمة ألتراس لاتينى، وهى تعنى حسب موسوعة ويكيبيديا الشىء الفائق أو الزائد لفئة من مشجعى الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتوجد بشكل أكبر بين محبى الرياضة فى أوروبا وأمريكا الجنوبية. وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو «الشماريخ» كما يطلق عليها فى دول شمال أفريقيا، وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لتدعيم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين، وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة فى المباريات المهمة، وكل ذلك يضفى بهجة وحماسا على المباريات الرياضية وخاصة كرة القدم. ويقال إنه فى يوغسلافيا عام 1950 ظهرت جماعات متطرفة خلال فترة الحروب وعرفت باسم «سبيلت تروسيدا» وهم أنصار فريق هايدوك سبليت فى كرواتيا.. لكن أول مجموعة أطلقت على نفسها اسم الألتراس فكانت لفريق سامبدوريا فى عام 1969.. يليه «بويز» أو الأولاد من فريق إنتر ميلان. وللألتراس 4 مبادئ أساسية، وهى توضح لكم المشهد الذى ترونه فى المدرجات وهى: 1 لا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة، ومهما كانت النتيجة. 2 يمنع الجلوس أثناء المباراة. 3 حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (الذهاب والإياب)، بغض النظر عن التكاليف أو المسافة. 4 يظل الولاء قائما للمجموعة المكونة (عدم الانضمام لأخرى). وتلك الجماعات لها فى الأغلب ممثل يتولى الاتصال مع أصحاب الأندية على أساس منتظم، ومعظمهم بشأن التذاكر، وتخصيص مقاعد أماكن التخزين للأعلام والرايات.. وبعض الأندية توفر للألتراس أرخص التذاكر وغرف التخزين ولافتات وأعلاما، والوصول المبكر إلى الملعب قبل المباريات من أجل الإعداد للعرض.. وقد أصبحت عروض الألتراس ودخلاتهم مشهودة ومنتظرة من جانب مشاهدى المباريات فى البيوت، لأنهم أضفوا ما يسمى «طعم المدرجات» على ملاعب كرة القدم.