بعد معاناة استمرت أكثر من 8 أشهر عادت منة السيد محمد الطفلة التى لا يتجاوز عمرها 20 شهرا إلى الحياة من جديد، بعد إجراء جراحة استمرت 8 ساعات داخل قسم جراحة الأطفال فى مستشفى الجلاء التعليمى، لزراعة المرىء. منة طفلة من قرية المقدان بميت غمر وصلت مستشفى الجلاء التعليمى فى أول يناير الماضى بعد تحويلها من مستشفى الزقازيق الجامعى، بسبب صعوبة حالتها الصحية، نتيجة ابتلاعها مادة كاوية داخل منزلها تسببت فى إصابتها بالتهابات حادة وتآكل جدار المعدة، وتم زرع جزء من القولون كمرىء بدلا من المعدة لتمارس حياتها بشكل طبيعى. وقال والدها: «اهم حاجة إن ابنتى عادت إلى الحياة بعد أن شعرت بفقدان الأمل، خاصة بعد فشل علاجها بالأدوية، وهو ما جعلنى أعتقد أن هذه هى النهاية، فماذا يمكن أن يفعل أب ليس بوسعه شىء وهو يشاهد ابنته الرضيعة تموت وتعيش كل لحظة أمام عينيه؟». وأضاف الوالد: «وصلت لدرجة جعلتنى احيانا أدعو الله أن يريحها من عذابها فى الدنيا، خاصة أنها استمرت أكثر من شهرين لا تتناول أى طعام وتعيش على المحاليل الطبية فقط». وقال رئيس قسم جراحة الأطفال فى مستشفى الجلاء التعليمى د. شريف معبد، إن الطفلة أصيبت بتهتك تام بالمرىء عقب تناول هذه المواد الكاوية، نتج عنه التصاقات وضيق دائم به، وقد حاول علاج ذلك بشكل دوائى، ولكن الجسم لم يستجب للأدوية، وهو ما جعل الفريق الطبى يقرر الاستغناء عن المعدة، التى تحولت إلى جسم ليفى دون فائدة لا يصلح لاستخدامه فى وظيفتها الاساسية كوعاء للطعام. وتابع رئيس قسم الجراحة: «التحدى الأساسى فى الجراحة كان التجهيز قبل إجراء الجراحة، لذلك قمنا بعمل مجموعة من الفحوصات والاختبارات على المرىء، وفى الجراحة تم تركيب أنبوب لتوصيل البلعوم وبداية المرىء بجزء من الامعاء الدقيقة، لمحاولة القيام وخرجت من المستشفى بعد الجراحة ويتم متابعتها كل أسبوعين فى العيادات الخارجية للتأكد من استقرار حالتها الصحية وممارستها حياتها بشكل طبيعى».