في محاولة للتقليل من حوادث التدافع الجماهيري والمخاطر الأمنية التي تهدد مباريات كرة القدم في أنحاء مختلفة من العالم ومن بينها نزول الجماهير إلى أرض الملعب أو رفع الشعارات السياسية أو إلقاء المقذوفات النارية ، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أنه وافق على عدة معايير جديدة تتعلق بتنظيم المشجعين والسيطرة عليهم ، وذلك بعد الكارثة التي شهدها مؤخرا أحد الاستادات في كوت ديفوار والتي أسفرت عن مقتل 22 مشجعا على الأقل في مارس الماضي. وذكر الفيفا في بيان أصدره أن لجنة الاستادات والأمن بالفيفا قررت ألا تبدأ المباريات إلا في حالة عدم وجود مخاطر أمنية وعندما يستقر المشاهدون في أماكنهم بالمدرجات ، وهي أوامر سيتم إخطار كافة الاتحادات القارية والأهلية بها لتصبح سارية المفعول على الفور. وأكدت لجنة الملاعب والأمن في الاتحاد الدولي خلال اجتماعها تبنيها مجددا للاقتراح الصادر عن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا حول موضوع أمن وسلامة الملاعب. وكان بلاتر قد حث في 21 أبريل الماضي في زيوريخ خلال جلسة للجنة الملاعب والأمن على العمل معا وفعل كل ما هو ضروري من أجل تجنب تكرار أي حوادث مأساوية مثل تلك التي وقعت مؤخرا في كوت ديفوار وأودت بحياة 19 شخصا خارج الملعب. وقال بلاتر "يجب ألا تتعرض حياة شخص واحد للخطر في لعبة كرة القدم". وأبدت اللجنة وبالغالبية العظمى دعمها للاقتراح القاضي بتأخير انطلاق المباريات إذا كانت هناك أي دواع أمنية لذلك ، وقالت إنه يتعين على مراقب المباراة والحكام بالتالي ألا يبدأوا المباراة حتى ضمان أمن وسلامة المشجعين خارج الملعب بشكل كامل ، وذلك بدخولهم إلى المدرجات وجلوسهم جميعا في الأماكن المخصصة لهم. كما أعلن الفيفا أنه فرض غرامة مالية على كل من اتحادي كرة القدم بالبوسنة وبولندا بسبب الاضطرابات الجماهيرية الخطيرة التي شهدتها مباريات على أرضهما. وفرض الفيفا غرامة مالية قدرها 50 ألف فرنك سويسري – حوالي 45 ألف دولار - على الاتحاد البوسني بسبب الأحداث التي وقعت عقب مباراة المنتخب البوسني مع مضيفه البلجيكي في مارس الماضي ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وذكر الفيفا في بيانه "ألقى مشجعو المنتخب البوسني ما بين 45 و50 مقذوفة نارية وسقط منها عدد كبير على أرض الملعب ، واضطر الحكم إلى إيقاف المباراة لمدة ثماني دقائق ، حيث دخل لاعبو الفريقين إلى غرف تغيير الملابس. كما اقتحم مشجع بوسني أرض الملعب خلال المباراة". وفرض الفيفا غرامة مالية قدرها 25 ألف فرنك سويسري على الاتحاد البولندي بسبب المخالفات التي شهدتها مباراة المنتخب البولندي أمام منتخب آيرلندا الشمالية. وذكر الفيفا في بيانه "ألقى مشجعو بولندا عددا من الألعاب النارية في بداية المباراة ، وسقط منها خمسة على أرض الملعب ، وفي وقت لاحق من المباراة نفسها اضطرت الشرطة للدخول إلى إحدى مناطق المشجعين في الاستاد ، وألقى المشجعون على رجال الشرطة أشياء عديدة". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بحسب الاتحاد الدولي ، إذ أن أحد المشجعين البوسنيين تجاوز رجال الأمن ودخل إلى أرض الملعب. وأضاف البيان "كلا من الاتحادين البوسني والبولندي نال تحذيرا من تكرار ذلك في المستقبل ، وإذا تكررت الأحداث التي تحمل نفس الخطورة ستفرض اللجنة التأديبية بالفيفا عليهما عقوبات أشد قسوة مثل خصم النقاط أو استبعاد الفريق من المشاركة في البطولة". وأعلن الفيفا أيضا أنه فرض غرامة على الاتحاد اليوناني للعبة بلغت 25 ألف فرنك سويسري بعد أن رفع المشجعون اليونانيون لافتات ذات أغراض سياسية خلال المباراة بين المنتخبين اليوناني والإسرائيلي.