أعرب نائب وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل يوم الثلاثاء، عن قلق الجزائر من الزيادة الملحوظة في وجود تنظيم القاعدة في ليبيا، وتخشى أن تضع الجماعات المتشددة أيديها على الأسلحة المتداولة في البلاد. وقال مساهل إنه يشعر بالقلق "على وجه الخصوص بشأن وجود تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الملحوظ بشكل متزايد في ليبيا، والتداول الملحوظ بشكل متزايد للأسلحة التي يمكن أن تستغلها الجماعات الإرهابية". وقال مساهل خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر بورت، إن الصراع المتواصل في ليبيا يعرض استقرار منطقة الساحل الأفريقي للخطر. وأضاف بقوله "الجميع لاحظوا ولسنا وحدنا أن الكثير من الأسلحة يجري تداولها في ليبيا وأن هذا الوضع إذا استمر فسوف يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في منطقة الساحل". وقالت منظمة حقوق الانسان هيومان رايتس ووتش يوم الثلاثاء، إن شرق ليبيا تتناثر فيه كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة والأسلحة والذخائر المتروكة وغير المؤمنة والألغام الأرضية التي زرعت منذ وقت قريب خلال القتال الأمر الذي يشكل خطرا بالغا على المدنيين. وأضافت أنه مع فقدان الحكومة سيطرتها على شرق ليبيا، فإن المقاومين المسلحين والمدنيين أتيح لهم الوصول إلى مستودعات عسكرية كبيرة للأسلحة والذخائر تركتها القوات الحكومية. وبين هذه المستودعات منشأة رجمة في الضواحي الشرقية لبنغازي،وأخرى في المشارف الشرقية لمدينة أجدابيا. ودعت المجلس الوطني الانتقالي في شرق ليبيا إلى حماية مستودعات الذخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرته، وأضافت أنه يجب تأمين ومراقبة وتطهير المناطق التي توجد بها ذخائر غير منفجرة أو متروكة. وقال بيتر بوكارت مدير الطوارئ في هيومان رايتس ووتش في بيان "حينما يستطيع المدنيون العاديون وحتى الأطفال دخول مستودع للأسلحة وأخذ صواريخ مضادة للدبابات وألغام أرضية وصواريخ أرض جو قادرة على إسقاط طائرة مدنية، فإن الوضع يكون مشكلة حقيقية". وأكد مساهل معارضة الجزائر للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، حيث قالت الجزائر إنه يتجاوز قرار الأممالمتحدة الذي سمح لدول التحالف بالتدخل لحماية المدنيين. وقال إن استمرار القتال لفترة طويلة سيؤخر عودة الاستقرار إلى ليبيا وستكون له تداعيات على الاستقرار والأمن في المنطقة. وقال "من وجهة نظرنا فإن أي شيء يستمر طويلا كالعنف أو كالحرب سيؤخر عودة الاستقرار في هذا البلد الشقيق (ليبيا) وستكون له قطعا انعكاسات على استقرار المنطقة وأمنها". وأضاف "ولذلك فإننا كبلد مجاور نريد عودة سريعة إلى حل يكون من الليبيين وبواسطة الليبيين ومن أجل ليبيا".