السلطه وخاصة المطلقة ، لا تستهوي إلا من بنفوسهم مرض عقلي خطير. لا أمل لنا يوما في حكم سوي لأن السلطة لا تجذب إلا المرضى. أما الأسوياء فمشغولون عنها بما هو أهم أضف إلى هذا أن الأنظمة السياسية لا يمكن أن تستوعب كل المصابين بالبارنويا وجنون العظمة في المجتمع ، فالدكتاتور واحد من بين آلاف، نجح في الوصول إلى أعلى مراكز القرار "وبقي الاخرون احتياطا لا ينضب لتجدد الاستبداد، ينتظرون فرصتهم . "فرانك هربرت كان هذا رأى فرانك هربرت مؤلف قصص الخيال العلمي حيث ان السلطة حين تجتمع فى يد فرد واحد هى أشبه بلا منطق الذى يتحول الى منطق لصالح أنظمه أستبداديه تفرض مبدأ الأخضاع على الجماعه من أجل أن يحكم الفرد الذى دائما ما يسيرها على حسب أهوائه الشخصيه وفى ظل الدستورالحالى الذى تم ترقيعه مؤخرا فأنه يتيح لأى فرد حتى ولو كان من الأسوياء بان تتبلور داخلة خصائص برانويا السلطة ليتحول الى فرعون جديد فما نفعله ليس له علاقة بالسياسه أنما يعتمد على الثقة فى حسن النية والسياسة لا تقام على أساس من النوايا حيث ان تقليص صلاحيات الرئيس المقبل فى الدستور تركناه للرئيس المقبل نفسه، وكأننا نطلب منه أن يقبل منصب الرئيس ثم يتنازل عن صلاحياته فكيف لنا أن نختار شخص فى ظل تلك الصلاحيات الواسعه لرئيس الجمهورية ونتكل على كرم أخلاقه فى تشكيل لجنة لاعداد دستور جديد للبلاد بموجبه يتم تقليص صلاحياته كرئيس للجمهوريه العربة أولا أم الحصان تقليص الصلاحيات أولا ثم أختيار رئيس الجمهوريه أم أختيار رئيس الجمهورية ثم تقليص صلاحياته فيما بعد لا أفهم من ذلك غير أننا لازلنا على ضلالنا القديم فى الالتفاف دون السير فى خط مستقيم أنها حكمة الشيطان التى تلخص فى (الدائرة): أى أنه دائما ما يحثك على ألا تتجه فى خط مستقيم. وانما در، وراوغ ولا تقرر شيئا. , بل اترك الجسور سليمة وراءك لترتد اليها فى أى وقت . فكر فى الحلول التوافقية ولا تحسم شيئا وأتباعا لمبدأ حسن النيه وحتى لا نمحى فى لحظة ما أقدمنا علية وثورنا لأجله وبذلنا الغالى والنفيس من أرواح شهدائنا لتحقيقة من أنتهاء فلسفة حكم الفرد والأنتقال الى مرحلة دولة المؤسسات فأننا نلتمس الى ضرورة أنت تبقى العربة خلف الحصان حرصا منا من أى عواقب مستقبلية فالحلول التخديرية لم يعد لها مكان نريد الآن وقبل أى وقت آخر حلول جذريه عاجلة "فأن الاستعداد للحرب يمنع الحرب" وفى النهاية أقتبس قول إليف شفق الروائية التركية حين قالت أن الفرق بين الدائرة والخط المستقيم، إذا اعتقدت أنك تسير على خط مستقيم، فستعتقد أنك تترك وراءك أمورا ما، وأنك ستصل إلى مكان ما، ولكنك إذا فهمت الحياة بحسب الدائرة، فلا يمكن أن يكون هنالك ما يُدعى تقدما فأن تقليص الصلاحيات بدوره يحد من فكرة أن هناك "شخص ما "يتم التمهيد له للاتيان به على رأس السلطه ويؤكد ذلك وضع شروط تستبعد أشخاص بعينها يحذون على ثقة أغلبية الشعب المصرى لو أعتبارنا ذلك من سوء النيه فأثبتوا لنا حسن نواياكم بوضع دستور جديد للبلاد