وسط تواجد مكثف من قبل أفراد الجيش والصاعقة البحرية، لحماية الطلاب والمنشآت، اعتصم لليوم الثالث على التوالي مئات الطلاب الدارسين في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، اعتراضا على ما سموه بممارسات الإدارة "المتعنتة" تجاههم، ومطالبين بعزل الدكتور محمد فرغلي، رئيس الأكاديمية. وردد الطلاب العديد من الهتافات منها "هندسة بحرية إيد واحدة، فرغلى يا خاربها إطلع بره وسيبها، عسكر عسكر عسكر ليه.. إحنا سرقنا ولا إيه"، وذلك ردا على مطالب بعض أفراد الجيش بضرورة انصرافهم، وفض الاعتصام. وقال الطالب محمد علاء 21 سنة بحريني "أتظاهر مع زملائي بسبب الفساد الموجود في الجامعة.. أنا متغرب وبدفع فلوس عشان أتعلم مش أتسرق"، قائلا: "عاصرت الدكتور جمال مختار رئيس الأكاديمية السابق، عندما كانت الخدمات أكثر من الأموال، أما الآن فندفع حوالي 22 ألف جنيه في العام، دون خدمات تليق بنا، من أجل محمد فرغلي رئيس الأكاديمية الذي يملك سيارتين مصفحتين من أموالنا، وملك البحرين عندنا عنده سيارة مصفحة واحدة"، بحسب علاء. وأضاف علاء "يوجد واسطة في تعيين الدكاترة غير الأكفاء بمبالغ ضخمة جدا، والدكاترة المتميزين مثل الدكتور عزيز عزت الذي يسمع لنا ويريد لنا التعليم والترقي يقوم الدكتور محمد فرغلي رئيس الأكاديمية بتعطيل كل مجهوداته". وقال عدد من المعتصمون إنهم قدموا مجموعة من المطالب لرئيس الأكاديمية، أمس الأول، أهمها "تدريب الطلاب على أجهزة الرادار بالمراكب البحرية، وألا تقتصر الدراسة على الشق النظري فقط، وتخفيض مصاريفهم والتي تزيد على 38 ألف جنيه في التيرم الواحد، ويتبعها زيادات متتالية غير مبررة، ناهيك عن معاملة "الاستعباد" التي يتلقونها من قبل "القباطين" - حسب قول بعض الطلاب. وأكد الطلاب المعتصمون على ضرورة الحد من أعداد المقبولين بكليات الأكاديمية، واستخراج قرار بتعيين الخريجين ممن يزيد عددهم على 1600 طالب كل عام، يُعين منهم 100 طالب فقط، والباقون يتم "ركنهم" على "الرف"، وتقليل المصاريف، وتغيير أسلوب "القباطين". واشتكى الطلاب من عدم تواصل إدارة الأكاديمية معهم ممثلة في شخص الدكتور محمد فرغلي، والذي يعيش في برج "عاجي" بعيدا عن متطلباتهم، لافتين إلى أن مطالبهم جاءت من منطلق أن الكيل فاض بهم، وليس مسايرتا للأحداث الجارية أو المطالب الفئوية المنتشرة في المجتمع - حسب الطلاب. وأشار الطلاب إلى أن رئيس الأكاديمية، وعدهم بتحقيق تلك المطالب، كما وعدهم بعقد مؤتمر لسماع مظالمهم لكنه أخل بوعده ولم يحضر، فقرر الطلاب مواصلة الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم، وبعدها فوجئ الطلاب الذين خرجوا للاعتصام أمام بوابة الأكاديمية الرئيسية، بأن الإدارة أصدرت تعليمات بإغلاق الأبواب أمامهم، دون أن يتمكن من بالداخل الخروج، والعكس، في وقت يكثف فيه أفراد الجيش من تواجدهم. وتساءل عدد من أعضاء هيئة التدريس عن مصير منحة تقدر ب 35 مليون دولار، قائلين إن "فرغلي" قام بتعيين ابنته معيدة بكلية الهندسة، رغم أنها الحادية عشرة على الدفعة، ولم يعين أحدا من الدفعة التي تليها، لافتين إلى أن الأكاديمية تتبع سياسة صارمة تجاه أي طالب يتحدث في السياسة أو الدين بالفصل النهائي، ودون تحقيق، وأن رئيس الأكاديمية قام بتعيين اتحاد الطلاب دون وجود لائحة يستطيع الطلاب الاحتكام إليها.