تراجعت شواهد الفتنة التى أطلت برأسها قبل يومين، على جبهاتها الثلاث: قرية صول بحلوان، ومنطقة الزرايب فى حى المقطم، وأمام مبنى ماسبيرو وميدان التحرير فى وسط القاهرة. على «جبهة صول»، أخلى شباب القرية كنيسة الشهيدين، والشوارع المؤدية لها، بعد مؤتمر «احتواء الأزمة»، والذى شارك فيه قائد المنطقة المركزية العسكرية بحلوان، وجورج إسحق، المنسق العام لحركة كفاية، ومحمد البلتاجى، عضو مجلس أمناء ثورة 25 يناير، والمخرج خالد يوسف والباحث عمرو حمزاوى، والداعيتان محمد حسان وصفوت حجازى. وفى الزرايب والمقطم، عاد الهدوء إلى المنطقة بعد أن سيطرت وحدات الجيش، وخرج المواطنون إلى أعمالهم فى الصباح الباكر دون معوقات، كما خرجت سيارات جمع القمامة من المنطقة، وبدأ العمل فى تجميع وتفريغ القمامة بشكل طبيعى. وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين فى أحداث الشغب، فيما انتقل فريق منها لمعاينة مسرح الأحداث وجمع فوارغ الطلقات التى استخدمت فى الاشتباكات لتحديد نوعية الأسلحة المستخدمة، ومعاينة السيارات والمنازل والمحال التجارية المحترقة، لتحديد أسباب الحريق والأدوات المستخدمة فيه. وهدأت الاحتجاجات القبطية أمام مبنى ماسبيرو، أمس، وانخفض عدد المتظاهرين بعد خمسة أيام من بدئها، للمطالبة بالتحقيق فى أحداث كنيسة أطفيح. وفى السياق نفسه، شيع الآلاف جنازة سبعة من الأقباط الذين قتلوا خلال مواجهات شهدتها منطقة منشية ناصر الثلاثاء الماضى. فيما نقل جثمان على محمد حسين، الذى قتل خلال المواجهات، إلى مسقط رأسه بأسيوط، لدفنه هناك. وقال جرجس غالى، أحد سكان الزرايب، إن بلطجية حاولوا الصعود إلى الجبل لإلقاء كرات النار على منازل المسيحيين، لكن أهل المنطقة تصدوا لهم، واستشهد على محمد خلال المواجهات. وفى ميدان التحرير، عادت الحياة إلى طبيعتها، وانتظمت الحركة المرورية، وانتشرت قوات الشرطة والجيش بشكل ملحوظ. فيما دعا ناشطون إلى الخروج للشوارع والميادين، اليوم، تحت شعار «جمعة الوحدة الوطنية»، لمواجهة تداعيات احتراق كنيسة أطفيح. وقرر «ائتلاف شباب الثورة» تنظيم مظاهرة «كلنا مصريين»، لإجهاض محاولات إشعال الفتنة الطائفية، بحسب الناشط بالائتلاف معاذ عبدالكريم. فى الوقت نفسه، قرر عدد من معتصمى ميدان التحرير الذين تم إجلاؤهم أمس العودة مرة أخرى إلى الميدان اليوم والاعتصام فيه مجددا، مؤكدين تحملهم نتائج قرار عودتهم للاعتصام الجديد. كتب : ممدوح حسن ومجدى سمعان وأحمد فتحى وريهام سعود وميساء فهمى وهانى النقراشى وهيثم رضوان ومحمد عنتر
