اتهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فرنسا ب"التدخل في الشؤون الليبية"، كما اتهم مجددا تنظيم القاعدة بالوقوف خلف أعمال العنف الجارية في البلاد، وذلك في مقابلة مع قناة فرانس 24 التي بثتها صباح الاثنين. وسئل القذافي عن إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار المعارضون لنظامه في بنغازي (شرق)، فقال: "هذا أمر مضحك، هذا تدخل في الشؤون الليبية"، مضيفا، أن الموقف الفرنسي "يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا (في إيطاليا)، وأن نعترف بها". وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد أن فرنسا "ترحب بإنشاء المجلس الوطني الليبي "الذي شكله الثوار المعارضون لنظام معمر القذافي"، وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو إليها، والأهداف التي حددها لنفسه". واجتمع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله ممثلون عن الثوار الذين يواجهون منذ 15 فبراير قوات القذافي، السبت الماضي في بنغازي، وأعلن نفسه "ممثل الوطن الشامل لكامل مناطق البلاد". من جهة أخرى كرر القذافي اتهامه للقاعدة بالوقوف خلف الاضطرابات في ليبيا، وقال إن "قاعدة بن لادن عندها خطة، وهناك خلايا نائمة في ليبيا.. ومجموعات صغيرة مسلحة من القاعدة تقتلنا". وأكد "في النهاية أنها مواجهة مع القاعدة، مع الإرهاب الدولي"، متسائلا، عن الموقف الغربي "نحن متحدون في محاربة الإرهاب الدولي، كيف يحاربوننا حين نحارب الإرهاب الدولي؟ وأكد أن "الذين يحملون السلاح الآن في بنغازي هم من القاعدة، ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية.. ولا علاقة لهم بما يجري في بنغازي، إنه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي". وبعدما اتهم الثوار بأنهم "يركبون موجة الإرهابيين" قال: "إنهم يتكلمون والمسدس في رأسهم"، محذرا من أنه "إذا انتصرت القاعدة، فهي لا تؤمن بالديموقراطية". وقال: إن القاعدة هاجمت "ثكنات عسكرية ومراكز شرطة، وأخذت السلاح وقتلت الجنود والشرطة"، مؤكدا أن "القتلى وقعوا عند بوابات الثكنات العسكرية وأمام مراكز الشرطة". وقال: إن القتلى "من 150 إلى 200 صوروها على أنها آلاف"، واصفا الوضع في ليبيا رغم كل ما يجري بأنه "عاد". وكانت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان أعلنت الأربعاء في باريس سقوط 6 آلاف قتيل منذ بدء الانتفاضة في ليبيا، بينهم 3 آلاف في طرابلس، فيما أعلن، أمس الأحد، الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر قبل أسبوع عن سقوط 256 قتيلا و2000 جريح في بنغازي. واتهم القذافي "قنوات متآمرة" ب"قلب الحقائق رأسا على عقب عمدا"، مؤكدا أن "الصورة كاذبة". وحين سئل عن موقف الاتحاد الإفريقي قال: "إن الأفارقة يتصلون بي باستمرار، وعرضوا المجيء، وقلت لا شيء يستدعي تكبير (تضخيم) الموقف". وأضاف أن "الاتحاد الإفريقي سيبعث لجنة لتقصي الحقائق ليكشف للعالم أن ما ينشر عن ليبيا في الخارج كذب 100%". وعن عرض الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، القيام بوساطة بين نظامه والثوار، قال القذافي: "لا مشكل داخل ليبيا يستدعي وساطة". وعن الثوار قال: إن "الشعب سيتعامل معهم"، مؤكدا أن "الناس متعاونون في أي مكان يوجد مجموعات كهذه من أجل القبض عليهم". وتم بث المقابلة مع الزعيم الليبي في وقت كان نظامه يسعى أمس الأحد لاستعادة السيطرة على الوضع بشن غارات جوية على الثوار، فيما أعلنت قناة الليبية القريبة من نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي والتليفزيون الرسمي، أمس الأحد، أن القوات الموالية للنظام استعادت السيطرة على مدن رأس لانوف ومصراتة وطبرق، وفي طريقها إلى بنغازي شرق ليبيا.