أكد مصطفى البرغوثي الذي حل في المركز الثاني بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الانتخابات الرئاسية عام 2005 أن موجة الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي ستلهم قريبا الفلسطينيين لينظموا بدورهم احتجاجات سلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وصرح البرغوثي بأن فشل مفاوضات السلام على مدى عشرين عاما سيدفع الفلسطينيين إلى تنظيم تجمعات حاشدة ضد الحكم الإسرائيلي. ويرى البرغوثي أن الاضطرابات في الشرق الأوسط تظهر أن الأحداث تتطور سريعا وتأتي بنتائج أسرع كثيرا من حركات أخرى لم تلجأ للعنف مثل التي حدثت في الهند ضد الحكم البريطاني في القرن العشرين وحركة مارتن لوثر كينج في الولاياتالمتحدة. وقال البرغوثي لرويترز في مقابلة "لم يكن بوسع أي من هؤلاء الزعماء تحريك نصف الشعب في غضون أسبوعين لإسقاط نظام بالكامل"، مضيفا أنه إذا استخدمت إسرائيل العنف بغلظة لقمع الاحتجاجات ستتعرض لانتقادات دولية شديدة. وذكر البرغوثي أن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى أواخر الثمانينيات قوبلت بوابل من الانتقادات لإسرائيل، في وقت كانت فيه التغطية الإعلامية محدودة نسبيا. وأضاف "تخيل حدوث نفس هذه الانتفاضة الآن مرة أخرى.. انتفاضة شعبية لا تلجأ للعنف. كل هاتف محمول هو كاميرا. أعتقد ان هذه هي القوة التي ستتحقق قريبا. إنها قادمة. إنها واجبة وأعتقد أن هذا هو الذي سيحرر فلسطين". واستطرد "ما يحدث في تونس وليبيا ومصر يمكن الشبان الفلسطينيين والشعب الفلسطيني". وكان الشبان القوة المحركة وراء الإطاحة برئيسي تونس ومصر وهم يتصدرون أيضا احتجاجات أخرى ما زالت مشتعلة في العالم العربي. وتكهن البرغوثي قائلا "فور أن يستوعب الشبان في فلسطين هذه التطورات بشكل كامل سنشهد مشاركة أكبر بكثير في المقاومة التي لا تلجأ للعنف قريبا". ولم يظهر حتى الآن مؤشر على تشكل هذه الحركة في الضفة الغربيةالمحتلة أو قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتسيطر السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس على الضفة الغربية. وعمل الجانبان على منع التجمعات الحاشدة لتأييد الثورات في مناطق أخرى من العالم العربي خوفا فيما يبدو من انقلاب الحشود الفلسطينية عليهما. لكن البرغوثي وهو عضو برلماني مستقل يرأس منظمة اغاثة طبية قال إن المظاهرات السلمية ضرورية وأنها "استراتيجية بديلة" إذا كان الفلسطينيون يريدون كسر القيد الإسرائيلي. وانهارت مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة العام الماضي، بعد أن رفض الفلسطينيون الاستمرار في المحادثات ما لم توقف إسرائيل البناء الاستيطاني في أراض محتلة يطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم عليها وهو ما رفضته إسرائيل. وقال البرغوثي الذي شارك في مؤتمر سلام الشرق الأوسط عام 1991 أنه حتى إذا قبلت إسرائيل بالتجميد الآن فسيكون هذا بلا فائدة. وأضاف مشيرا إلى المحادثات "إذا استؤنفت ستتعثر من جديد. أعتقد أنه حان الوقت للمقاومة التي لا تلجأ للعنف وليس المفاوضات".