أبدى كثير من الشخصيات الإعلامية والعامة، أمس الجمعة، من ساحة ميدان التحرير، غضبهم من حكومة "تسيير الأعمال" المكلف بها شفيق، مطالبين بإسقاطها، وإعلان حكومة تكنوقراط، ومؤكدين أنهم ما زالوا في حالة الثورة، وأن الثورة لم تنته بعد، مرددين: "جيش مصر عليك تختار.. بين القتلة والثوار". كما أعلنوا مساندتهم للشعب الليبي، مؤكدين "إنما النصر صبر ساعة". وقد قام الإعلامي حسين عبد الغني، المدير السابق لمكتب قناة "الجزيرة" بالقاهرة، التعريف بهم وتقديمهم للمتظاهرين. فقد هتف الإعلامي البارز حمدي قنديل، منددًا بحكومة شفيق وأبو الغيط وممدوح مرعي، طالبًا منهم التنحي، فهم من أذيال النظام السابق، وهم أول من كانوا يهاجمون الشباب المعتصمين، واصفين إياهم بالعمالة والانسياق وراء القوى الخارجية. وأكد قنديل ضرورة الإتيان بحركة إيجابية سريعة من قبل النظام والقوات المسلحة، حتى لا يفقد الثوار ثقتهم الكاملة في حاميهم وداعمهم، الجيش المصري. وقال جورج إسحاق: "إن مطالب الثورة أولها خلع وزارة شفيق، وتكوين حكومة تكنوقراط، تأتي بوزراء متخصصين، مهتمين بحل مشاكل مصر بشكل معلوماتي وعلى أساس علمي. كما طالب بمجلس رئاسي حتى يتسنى للمدنيين المشاركة في الحكم، كما طالب بالإفراح عن المعتقلين السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ. كما هتف د. حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، الذي أشاد بثورة مصر وشبابها، مؤكدًا وجوب تغيير الحكومة. وهتفت بثينة كامل الإعلامية: "أمن الدولة قاعد ليه.. حسني راجع ولا إيه"، و"الشعب يريد.. إقالة شفيق"، ثم نددت مرة أخرى ب"ألعاب أمن الدولة" التي تمثلت في أغلب المتصلين الباكين في قنوات الإعلام المصري. وقالت جميلة إسماعيل: "كما أسقطنا مبارك، سنسقط شفيق، وكما رحل مبارك، سيرحل شفيق وأعوانه، وكما هتفنا ضد العادلي، وأسقطناه.. اليوم نهتف بسقوط ممدوح مرعي، وكل فاسد ومزور". والصحفية نور الهدى زكي، التي هتفت: "ثورة ثورة في كل مكان.. الثورة لسه في الميدان"، و"الشباب ويّا الكبار.. الإخوان ويّا اليسار"، و"لأجل بلدنا تشوف النور.. حاكموا عزمي.. حاكموا سرور"، و"ارحل ارحل يا شفيق.. إحنا عارفين الطريق". وهتف المخرج خالد يوسف بإسقاط النظام، وأن الثورة مستمرة حتى سقوط ذيول النظام السابق، وتطبيق الحريات المدنية، مؤكدًا أن "الثورة بدأت ولم تنته بعد؛ فقوى التغيير المزعوم تواجدها في الحكومة الحالية لا تمثل القوى الحقيقية للشباب الساعي للتغيير الجذري لنظام مبارك السابق". وهتف قائلاً: "مصر يا أم.. ولادك أهم.. راح يفدوكي بالروح والدم". وتجاوب المتظاهرون لهتافات الرياضي "نادر السيد"، والذي شدد على تجديد النية للمحافظة على الثورة، مؤكدًا أن النظام السابق لم يزل بعد، وأن الثورة لن تنتهي إلا بتحقيق مطالب الشباب. داعيًا إلى الاعتصام يوم الجمعة المقبلة. وشارك في التظاهرات د. محمد أبو الغار، الذي بدأ بالمطالبة بحق دماء الشهداء، وأكد أن دماءهم لن تذهب سدى. وهتف ضد وزيري الخارجية، أبو الغيط، والعدل، ممدوح مرعي، واللذين نالا أغلب الهتافات المطالبة بالرحيل. كما قال إنه "يجب أن تكون الانتخابات ببطاقة الرقم القومي، وليس بالبطاقة الانتخابية، كما كان سلفًا". كما شهدت "إذاعة الثورة" وجود أبو العز الحريري، والذي قال عنه، مقدمه حسين عبد الغني: "لقد لفق له النظام السابق التهم. واليوم، الحريري موجود، ومبارك رحل". وقد بدأ أبو العز كلامه بتمجيد كفاح الشعب المصري وشهداء الحرية، كما ندد بالنظام السابق، متهما إياه بإهدار المال العام المملوك للدولة، ووضعه في الحسابات الخارجية، في حساباتهم الشخصية. وقد ختم كلامه بتمجيد وحدة الشعب بأكمله، نافيًا الشائعات بوجود الانشقاق بين القوى السياسية. وظهر بعض مؤسسي الأحزاب السياسية ك"أبو العلا مهدي" مؤسس حزب الوسط، واللواء السابق "محمد ربيع الدويك"، والصحفي "جمال فهمي"، و"د. جمال زهران"، والذين بدءوا كلامهم بالمطالبة برحيل النائب العام، ومساندة الثورة الليبية، مرددين: "ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في ليبيا وثورة في مصر". وشهدت المظاهرات، أمس الجمعة، دعوات مختلفة، منها من دعي إلى مسيرة رمزية تجاه شرم الشيخ، مطالبًا برحيل مبارك عن البلاد؛ مؤكدًا خطورة وجوده داخل مصر على الثورة. كما شهدت التظاهرات دعوة صريحة من أغلب القوى السياسية للاعتصام أمام مجلس الوزارة، وأمام وزارة العدل، للمطالبة برحيل شفيق وأبو الغيط، ومرعي. وصرح أحد المستشارين عن عزمه القيام يوم الأحد المقبل هو و3000 مستشار آخر بالاعتصام أمام وزارة العدل، حتى يرحل مرعي؛ لأنه في نظرهم من تسبب في تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، وهو المسؤول المباشر عن أحداث "سحل القضاة". كما ظهرت زوجات وأبناء بعض المعتقلين السياسيين، حاملين اللافتات المنددة بقانون الطوارئ، كعائلتي "نبيل محمد المغربي" المعتقل منذ عهد السادات، و"خيرت الشاطر". واستمتع المتظاهرون بإلقاء شعري من الشاعر السكندري عبد الستار محمود، والذي كان معتصمًا في ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، وألقى قصيدة بعنوان (نشيد الخلاص)، يقول فيها: "ملء صدرنا لهب.. ملء صدرنا حريق.. يا أخوة الغضب، فلنصنع الطريق.. والخوف للسكوت.. من ثار لا يموت". كما غنى المغني علي شبانة بعض أغاني عبد الحليم حافظ الوطنية، ك"صورة" و"أحلف بسماها وترابها". واختتم المتظاهرون دائمًا هتافاتهم، مطالبين بإسقاط أمن الدولة. مرددين: "أمن الدولة يا أمن الدولة.. انتوا اللي خربتوا الدولة".