يختبر الانتشار الوشيك – غير الحتمي - لوباء أنفلونزا الخنازير خطط الاستعدادات الأمريكية لمختلف التهديدات : الإرهاب وأنفلونزا الطيور والكوارث العصرية مثل البراكين التي جعلت الصحة أولوية أمن قومي. وفيروس الأنفلونزا خصم مروع : فهو مخادع قاتل ويمكن أن يتحول أثناء أنتشاره , وقد انتشر المرض ثلاث مرات في القرن الماضي - عام 1918 و1957 و1968 - ولم يكن للبشر مناعة ضده وحصد أرواح الملايين. والسلالة الحالية من فيروس "إيه.إتش.1 إن 1" - وهي خليط من مادة جينية من الخنازير والطيور والبشر - هي قصة فيروس لم يبدو خطيرا بالدرجة التي كانت متصورة في بادئ الأمر , لكنه يمكن أن يعود بشكل قاتل. لقد أصاب أكثر من 3 آلاف فرد في العالم وقتل 42 في المكسيك وحدها وإثنين في الولاياتالمتحدة ولا توجد إشارة على أن الانتشار بلغ ذروته. ويشعر خبراء الفيروسات بأن الوباء القادم للأنفلونزا يمكن أن يأتي في صورة موجات في أي وقت , وقد جهزت الولاياتالمتحدة من استعداداتها منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وخطابات "الأنثراكس" وفيروس "إتش 5 إن 1" ووباء الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" وإعصار كاترينا عام 2005 الذي قتل 1800 شخص في ساحل الخليج. وصرح دكتور أندرو جاريت مدير التخطيط والرد بالمركز القومي للاستعداد للكوارث بكلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا قائلا : "الكثير حدث منذ 11 / 9 التي شهدت نهضة في التخطيط للطوارئ , وإننا نعرف أكثر عن المخاطر التي نواجهها كأمة - في إطار الأوبئة والكوارث الطبيعية والإرهاب- ونختبر بشكل أكثر دقة قدرتنا على الرد". وأعرب الأدميرال البحري ستيفن جالسون القائم بأعمال الجراحة العامة عن ثقته قائلا : "من المهم أن نعرف أن العالم أفضل استعدادا لوباء أنفلونزا محتمل أكثر من أي وقت مضى في التاريخ". وكان مجلس الاستراتيجية القومية الأمريكي لوباء الأنفلونزا قد تشكل في نوفمبر عام 2005 حيث يقوم باستمرار بمراجعة الأرصدة من الأدوية والخطط بين الوكالات والتنسيق الدولي. وتعتمد إدارة الرئيس باراك أوباما بشدة على الاستراتيجيات التي وضعها بوش وتعدل التحذيرات الخاصة بمكافحة الرعب. وقال أوباما في وقت سابق من الشهر الحالي عازيا الفضل لبوش في تحرك نادر : "بفضل العمل الذي قامت به الإدارة السابقة والكونجرس فإن الولايات والحكومة الفيدرالية صاروا مستعدين تماما لمواجهة الأنفلونزا وأفضل جاهزية لمواجهة التحدي عن أي وقت مضى". وتحتفظ مخازن الأدوية القومية الأمريكية ب 50 مليون كورس علاجي للعقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية ولدي الولايات 23 مليونا منها. وفي غضون أيام من اندلاع المرض الحالي أعلنت كاتلين سيبليوس وزيرة الصحة عن شراء 13 مليون كورس إضافي. وحدث تقدم كبير في تقفي أثر الفيروسات الجديدة والتعرف عليها لكن مكتب المسئولية الحكومي حذر في تقارير عديدة من أن الوباء يمكن أن يجتاح نظام الصحة العامة. وبعد مرور أكثر من 90 عاما على أسوأ وأحدث وباء - أنفلونزا عام 1918 المعتقد أنها أودت بحياة 100 مليون شخص- فإن خبراء الفيروسات يقولون أن ثمة فجوات في معرفة وباء الأنفلونزا ونقل المرض فضلا عن تكنولوجيا إنتاج لقاحات سريعة. وحتى في موسم الانفلوانزا العادي يموت حوالي 36 ألف شخص كل عام في الولاياتالمتحدة وحدها ويعالج بالمستشفيات 200 ألف أخرين , ولكن على مدي عقود من الزمن حدث توقف لفترات في عملية الأبحاث المتعلقة بالمرض. وفي هذا الأسبوع , طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونجرس الموافقة على طلبه في ميزانية 2010 تخصيص 6ر8 مليار دولار و63 مليار دولار على مدى ست سنوات لتنفيذ استراتيجية جديدة للصحة على المستوى الدولي.