على إيقاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الزعيم الليبى معمر القذافى أمام مقر الجامعة العربية، ارتفع صوت الجامعة للمرة الأولى فى تاريخها بتجميد مشاركة أى وفود رسمية من ليبيا فى اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها كخطوة على طريق تجميد عضوية طرابلس ل«عدم التزامها بميثاق الجامعة». وفى تصريحات خاصة ل«الشروق»، قال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة، السفير قيس العزاوى، والذى تترأس بلاده اعمال المجلس: «إن عوامل عدة قادت إلى هذا القرار القوى من جانب الجامعة، منها أن العالم تغير بعد ثورتى مصر وتونس، وأصبح هناك شعوب تقرر مصيرها بإيديها بشكل سلمى وديمقراطى، وهو الأمر الذى أضاف نكهة جديدة للسياسة العربية، وبالتالى طبيعة عمل الجامعة قابلة للتغير مع الظروف، وأصبح لدى الجامعة رغبة فى أن تسجل موقفا مهما». ومضى العزاوى قائلا: «كما أن القمع الذى تعرض له الشعب الليبى رأيته قسوة غير مبررة وغير مقبولة، وقد استمع المجلس إلى شهادات من السفراء رأوا بأعينهم المجازر، التى أريقت فيها دماء الأبرياء على الأراضى الليبية واستخدام مرتزقة من أفريقيا ضد الشعب، وهو الامر الذى دعا الجامعة الى تشكيل لجنة تقصى حقائق عربية لتسجيل هذه الانتهاكات، لأننا لا نستطيع أن ندفن رءوسنا فى الرمال، ونقول لم نشاهد شيئا، فقد رأينا المجازر». وشدد على أن «الجامعة العربية لن تتراجع عن قرارها بعدم مشاركة أى وفود ليبية فى اجتماعات الجامعة والمؤسسات التابعة لها إلا فى حال تراجع ليبيا عن العنف المنظم ضد الجماهير المسالمة». وختم بأن «اجتماع مجلس الجامعة برئاسة عمرو موسى تلقى رسالة من مندوب ليبيا المستقيل عبدالمنعم الهونى أبلغنا فيها باستقالته، وهو شخصية ذات حيثية، حيث إنه عضو مجلس قيادة الثورة الليبية، وقد طالبنا فى الرسالة بعدم الاعتراف بالحكومة الليبية». وعلمت «الشروق» أن رسالة أخرى تلقاها الاجتماع من مندوبية ليبيا، التى خلا مقعدها فى الاجتماع، قالت فيها إن «ما يحدث فى ليبيا مجرد مظاهرات من أشخاص عملاء للخارج».