استدعت الخارجية الألمانية السفير الليبي لديها، جمال البرق، وأعربت له عن احتجاجها على استخدام العنف من قبل قوات الشرطة والجيش تجاه المتظاهرين المناوئين للنظام في ليبيا. وقالت الخارجية الألمانية، في بيان لها صدر مساء أمس الاثنين، إنها طالبت السفير بأن توقف طرابلس تماما استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، مضيفة أن الخارجية عادت وأكدت موقف الحكومة الألمانية الذي يطالب القيادة في طرابلس بضمان حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع، وكذلك إجراء حوار شامل مع الشعب الليبي. وأكد نائب وزير الخارجية الألماني، فيرنر هويير، أنه انزعج من تهديد ليبيا بعدم التعاون مع أوروبا لوقف الهجرة غير الشرعية من وإلى الاتحاد الأوروبي، إذا لم تتوقف أوروبا عن الدفاع عن المحتجين المناهضين للنظام. وجاء التهديد الليبي بعد أن قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون خلال زيارة إلى المنطقة الأسبوع الماضي: إنه على ليبيا أن تنصت لما يقوله المحتجون، "وتسمح بحرية التعبير." هذا، وقد تسببت الأحداث المأساوية في ليبيا ارتباكا للأوروبيين، فمن جهة تبقى ليبيا شريكا اقتصاديا مهما، إذ تم استقبال زعيم النظام معمر القذافي عدة مرات في بروكسل خلال السنوات القليلة الماضية، غير أن التحرك الدموي ضد متظاهرين بصفة سلمية يؤكد أحقية أولئك الذين فضلوا الابتعاد عن القذافي. فدول الاتحاد الأوروبي عبرت عن موقف موحد في التنديد بالعنف، مثلما قال الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية لوران فوكيي إن "ما يحدث في ليبيا غير مقبول". ولكن عندما يتعلق الأمر باعتماد إستراتيجية تجاه النظام الليبي فإن الاتحاد الأوروبي يسوده الانقسام.