قادت ألمانيا وبريطانيا دعوات، اليوم الاثنين، للاتحاد الأوروبي للتصرف بقوة مع ليبيا، وشددتا على ضرورة ألا يسمح التكتل الأوروبي لنفسه بأن يتعرض للابتزاز من جانب السلطات الليبية. وكانت السلطات الليبية حذرت من أنها لن تلتزم بوقف المهاجرين من التوجه إلى دول الاتحاد الأوروبي إذا انحازت للمتظاهرين المناهضين للحكومة. وقال وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية، فيرنر هوير، قبيل اجتماع في بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "يتعين على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح لنفسه بأن يتم ابتزازه". وقال وزير خارجية لوكسمبورج، جان أسلبورن: "لقد أرسل القناصة لإطلاق النار على الناس الذين يحضرون أي جنازة أو يعبرون عن رأيهم الحر بأنهم يريدون دورا أكبر في إدارة شؤون بلادهم.. ونحن لا يمكن أن نضطر إلى التعاون مع نظام يطلق النار على شعبه". غير أن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، كان أكثر تحفظا في انتقاده ليبيا من نظرائه في دول الشمال الأوروبي خلال كلمته في بروكسل. وقال فراتيني: "لا ينبغي أن نعطي انطباعا خاطئا بالرغبة في التدخل، أو الرغبة في تصدير الديمقراطية. علينا المساعدة ودعم المصالحة السلمية.. هذا هو السبيل". وحذر القذافي الأسبوع الماضي من أنه سيوقف كافة أشكال التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال منع الهجرة غير الشرعية إذا ما أيد المتظاهرين. وتعد ليبيا إحدى الطرق الرئيسية التي يستخدمها المهاجرون غير الشرعيين المتوجهون من إفريقيا إلى أوروبا، ويعد القذافي حليفا رئيسيا في وقف تدفق المهاجرين، إلا أن الرأي العام في الاتحاد الأوروبي غاضب الآن من إطلاق القوات الحكومية النار على عشرات المتظاهرين. واعترف وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في بروكسل، اليوم الاثنين، بأن التهديد حقيقي وخاصة بالنسبة للدول الساحلية مثل إيطاليا ومالطا. وقال وزير الخارجية الفنلندي، ألكساندر ستوب: "نحن جميعا نعرف القذافي، ويجب ألا تستبعدوا شيئا على القذافي. فكل شيء يمكن أن يحدث وأتفهم تماما مخاوف بلاد مثل إيطاليا ومالطا". وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون إن أي استجابة ضعيفة ستكون غير مقبولة في مواجهة مثل هذا "القمع الصارخ". ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيج، إنه تحدث إلى نجل القذافي أمس الأحد، واستدعى السفير الليبي إلى وزارة الخارجية في لندن، "للتعبير عن تنديدنا المطلق لاستخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين". كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى "وقف فوري" للحملة التي تشنها السلطات الليبية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة. وجاء في بيان عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن مجلس وزراء الاتحاد "يدعو إلى وقف فوري لاستخدام القوة ضد المتظاهرين، وأن تلتزم جميع الأطراف بضبط النفس". كما شدد الاتحاد الأوروبي على "ضرورة الاستجابة للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب، من أجل الإصلاح من خلال حوار مفتوح وشامل وجاد بقيادة ليبية". ولم يشر البيان إلى عقوبات محتملة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، ولم يرد على تهديدات نظامه بوقف التعاون بشأن كبح تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد، في حال انحياز التكتل الأوروبي إلى المتظاهرين المناهضين للحكومة.