«خايف حماس الناس يقل وينسوا الثورة». ابتسم كريم قاسم مدير الجمعية المصرية للتطوير، وهو ينظر إلى الشباب الذين يقومون بتنظيف شوارع التحرير بعد انتهاء احتفالية «جمعة النصر». الجمعية المصرية للتطوير التى مازالت تحت التأسيس، أنشأها كريم طالب كلية الهندسة من ميدان التحرير، عقب جمعة التنحى، بدأها بخمسة عشر شخصا تعرف عليهم أثناء الاعتصام. فى خلال أسبوع واحد استطاعت الجمعية أن تجذب عشرات الأعضاء لنشاطها، والعدد الآن يقترب من 600 مشترك. يقول كريم إن صفحة الجمعية على «فيس بوك»، ليست المصدر الوحيد الذى تواصلوا به مع المشتركين، «إحنا بدأنا بتنظيف الميدان بنفسنا ولقينا ناس عايزين يشاركوا». الجمعية تبحث الآن عن مقر من عدة اختيارات عرضها مجموعة من رجال الأعمال على كريم، صاحب فكرة تطوير مصر بعد نجاح الثورة. يشرح كريم أن الجمعية لها ثلاثة أهداف تطويرية، هى «المنظر العام، والعقل، والأخلاق». بدأ أعضاء الجمعية بعد الثورة فى المشروع الأول وهو تطوير المنظر العام بوسط المدينة، بوضع ألف سلة مهملات، وتلوين الأرصفة، ودهان الأشجار بألوان علم مصر. وبداية من أمس بدأت الجمعية فى تنفيذ المرحلة الثانية فى تجميل المنظر العام، وهى منطقة كورنيش النيل، بداية من حى روض الفرج، وحتى حلوان. يضيف كريم، أنهم يقومون بجمع أسماء وأرقام الراغبين فى الانضمام إلى الجمعية، من خلال مقرهم الدائم بميدان طلعت حرب، عند المعرض الفوتوغرافى الخاص بالجمعية. يضم المعرض صورا خاصة التقطها أعضاء الجمعية أثناء الثورة، وكذلك أشعار للشهداء، وهناك ثمانى لوحات كبيرة وضعوها على الأرض بجوار لافتات المعرض، ليكتب عليها المارة الإهداءات، وكلمات الذكرى لشهداء الثورة. ويتابع كريم الذى يعيش فى حى دار السلام، أن هناك مشروعا آخر لتجميل المنظر العام، وهو مشروع شجرة وسلة مهملات لكل منزل، ولكن هذا المشروع «لازم نتواصل فيه مع رئاسة حى كل منطقة». يرى كريم صاحب الأهداف الثلاثة لتطوير مصر، أن التطوير العقلى يجب أن يبدأ من الأطفال، لأننا نريد الأجيال القادمة أفضل، ولصعوبة تطوير الكبار «لو حاولنا نجيب واحد كبير ونطوره مش هنعرف لأنه عاش 30 سنة فساد». وتحاول الجمعية فى الفترة القادمة وضع منهج تعليمى وتربوى، للأطفال المتسربين من التعليم، وستقوم إدارة الجمعية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لاختبار الأطفال عقب انتهاء مدة تعليمهم. ويشير كريم إلى أن الجمعية بها مدرسون فى كل التخصصات، بالإضافة إلى الدكتور النفسى مصطفى الغندقلى، الذى كان يعيش فى كندا وعاد مع بداية الثورة لينضم إلى الثوار فى الميدان. وقام فريق من الجمعية بعمل بحث ميدانى فى مناطقهم السكنية، وجمعوا 25 طفلا، متسربين من التعليم. وتتنظر إدارة الجمعية أن يكتمل العدد 150 طفلا، لأن هناك جمعية خيرية تبرعت بقاعة دراسة، لتعليم هؤلاء الأطفال، على حد قول كريم. يعتمد الهدف الثالث للتطوير الأخلاقى على خطة إعلامية، فى رأى كريم تبدأ بإعلانات تعلق فى الشوارع وتنشر فى الصحف، تصاغ بعدة طرق مختلفة «نحاول أن نغير بها سلوك المصريين»، فى التعامل مع الشارع، والجيران، والشرطة. لا يعلم كريم من أين سيأتى بأموال الإعلانات، «ربنا يبعت متبرعين»، كما حدث معهم أثناء تنظيف الميدان. حيث تبرع أصحاب المحال وسائقو السيارات وسكان العمارت، بإمدادات عينية، أهمها أدوات التنظيف، والقفازات، والكمامات. ويتذكر كريم أن هناك شركة دهانات معروفة قامت بإمدادهم بأكثر من 20 علبة من كل لون، لدهان الأرصفة وتلوين الأشجار.