دخلت الاحتجاجات العمالية منعطفا حرجا، إثر تزايدها بصورة ملحوظة فى محافظات شتى، أمس، وتباينت المطالبات بين إقالة محافظين ورؤساء جامعات وشركات ومؤسسات حكومية، والدعوة إلى تحسين الأوضاع المالية والإدارية للعاملين، وتخللت بعضها أعمال شغب واقتحام بلطجية لمقار أمنية ووحدات سكنية. ففى القليوبية، اقتحم بلطجية، عند منتصف ليل أمس الأول، وحدات سكنية مخصصة لأساتذة بجامعة بنها وضباط وموظفى بنك التنمية بمدينة طوخ، واستولوا على جميع محتوياتها ورفضوا الخروج منها، وأخطرت القوات المسلحة والشرطة التى حصرت أسماءهم لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، فيما تجمهر أصحاب الشقق السكنية بمشروع إسكان مبارك والأوقاف بقليوب التى سبق أن اقتحمها آخرون قبل أيام، وطالبوا بطرد البلطجية وتسليمها إلى أصحابها. وجدد مئات الأهالى مظاهراتهم المطالبة برحيل المحافظ عدلى حسين ورددوا هتافات معادية له، وتظاهر عشرات الأطباء والمعيدين وأعضاء هيئة التدريس بكلية الطب، للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة بسبب فشل سياساته، التى أدت، بحسب قولهم، إلى انهيار مؤسسات الجامعة، وأكدوا ضرورة تحسين أوضاعهم المالية والإدارية، معلنين رفضهم لسياسات تهدف إلى تقليص أعداد الأطباء والمعيدين بكلية الطب ومستشفى الجامعة، وتطبيق نظام قاسٍ فى النوبتجيات يصل إلى 4 نوبتجيات متواصلة دون راحة، وهو ما يصيبهم بالإرهاق، بحسب وصفهم، نظرا لقلة أعداد الاطباء. وفى أسيوط، نظم أكثر من ألفى استاذ وموظف بكلية الطب إضرابا بسبب ما وصفوه بسوء معاملة عميد الكلية ورئيس الجامعة لهم وسياسة الكيل بمكيالين فى الحوافز والترقيات»، ورفعوا لافتات تطالب بإقالة رئيس الجامعة وعميد كلية الطب. وشهدت المحافظات احتجاجات أخرى، حيث احتشد نحو 3 آلاف عامل وموظف بمشروع العبارات النهرية فى أبوتيج ومجريس والهمامية والمعابدة ومدينة أسيوط والحوطا، للمطالبة بالتثبيت ورفع الأجور، فيما نظم نحو 6 آلاف موظف وعامل بمحكمة أسيوط الابتدائية والمحاكم الجزئية إضرابا عن العمل، منددين بسياسة الوزارة فى التعامل مع المؤقتين، الأمر نفسه انسحب على أكثر من 5 آلاف مدرس وعامل بمديرية التربية والتعليم بأسيوط، مؤكدين استمرارهم فى الإضراب لحين تحسين أوضاعهم. وفى سياق موازٍ، قطع سائقو سيارات الأجرة بمدينتى منفلوط طريق «القاهرةأسيوط»، وأضرموا النيران فى إطارات السيارات احتجاجا على زيادة المخالفات المرورية، وأكد مصدر مسئول بالمحافظة أن سيارات الاسعاف القادمة من محافظتى المنياوسوهاج لم تتمكن من المرور إثر تعطل الطريق. وفى جنوبسيناء، واصل المئات من العاملين بمديرية الصحة ومستشفى طور سيناء العام ومرفق الاسعاف اعتصامهم، وتوجهوا إلى مقر المديرية للمطالبة بإقالة طارق المحلاوى، وكيل وزارة الصحة والتحقيق مع عدد من المسئولين، وطالبوا بتحقيق مبدأ العدالة فى توزيع الحوافز للإداريين أسوة بالأطباء والفنيين وعودة بدل الراحات والإجازات وإلغاء الجمع بين المناصب لمديرى الإدارات وإعطاء الفرصة للشباب. وأمام مبنى المحافظة تجمع مئات العاملين بمديرية التعليم لتحسين أوضاعهم المالية وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة فى المناصب والترقيات، ويقول أحمد جمال، مدرس بالأزهر: «هناك متعاقدات يعملن خارج مدينة طور سيناء منذ أكثر من عامين، تنفيذا لقرار المحافظ، وتلاقين معاناة فى المواصلات وهن مطالبات بالخروج من بيوتهن من السادسة صباحا والعودة فى الخامسة مساء». وفى سوهاج، تظاهر أكثر من 3000 ضابط وأمناء شرطة ومندوبين لليوم الثانى على التوالى، أمام مديرية الأمن، للمطالبة برحيل اللواء أحمد خميس، مدير الأمن، وعدد من القيادات الأمنية الأخرى لسوء معاملتهم وتعرضهم للظلم فى صرف الحوافز. وفشلت قوات الأمن المركزى فى التصدى للمحتجين الذين تمكنوا من اقتحام مكتبه وحطموا محتوياته بالكامل، فيما تمكن مدير الأمن من الهرب من الباب الخلفى، واستقل سيارة أمن مركزى مصفحة توجهت به إلى أحد مقار الأمن بالجبل الشرقى. من جانبه، اجتمع المحافظ وضاح الحمزاوى بعدد من عناصر الشرطة المحتجة بقاعة المجلس المحلى الملاصق للمديرية، ووعدهم بنقل مطالبهم إلى الجهات المختصة وسرعة البت فيها. وفى الأقصر، أعلن مزارعو القصب الامتناع عن توريد المحصول إلى شركات السكر لليوم الرابع، وأغلق العشرات منهم فى منطقة العشى والصعايدة والمدامود والمنشاة خطوط الديكوفيل وأوقفوا الجرارات المحملة بالمحصول لحين تلبية مطالبهم، ويتمثل بعضها فى إسقاط مديونياتهم لبنك التنمية الزراعى، ورفع سعر طن القصب إلى 500 جنيه بدلا من 260 جنيها، ليتناسب مع تكاليف زراعة القصب، وزيادة منحة الرى إلى 300 جنيه بدلا من 28 جنيها، مشيرين إلى أنها لم تتغير منذ 20 عاما. وفى المنيا، قطع الآلاف من أهالى قريتى البيهو والبرجاية طريق «القاهرةأسوان» الزراعى للمطالبة بإعادة محاكمة المتهمين فى قضية تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة. وشهد الطريق الزراعى أعمال شغب أخرى، حيث قطع أكثر من 4 آلاف مواطن بقرية البيهو جميع الأشجار وحطموا أعمدة الإنارة والقوا بها على الطريق الزراعى، مما تسبب فى توقف حركة المسافرين، احتجاجا على إلغاء مستشفى الطبى التكاملى وتحويله إلى وحدة صحية، وونددوا بحرمانهم من المستشفى الذى يضم إمكانات طبية أكبر وأحدث من تلك الموجودة بالوحدة. أعد الملف حسن صالح وماهر عبدالصبور ومحمد عبده ويونس درويش وأحمد أبوالحجاج وحمادة الشوادفى