بقلمه الأحمر راح يشطب اسم الرئيس المخلوع من داخل محطة مترو رمسيس، لكن الكلمة كانت أعلى قليلا مما تصل يده. الشاب المصرى فرج لم يجد مبررا لاستمرار وجود اسم مبارك على محطة المترو يوم السبت عصرا، تحديدا بعد ليلة من الاحتفال بتنحيه وإسقاط النظام. توقف فرج أمام اللافتة الرئيسية بالمحطة وبدأ فى إخفاء الاسم من عليها بقلمه البسيط، تحت عيون المنتظرين على المحطة، عندما شجعه أحدهم قائلا: الله ينور. رد فرج بابتسامة قائلا: طيب تعالوا ساعدنى طالما مبسوط قوى كدا. اتجه اثنان من الركاب إلى فرج وبسعادة حملاه حتى تمكن من مسح الاسم السابق من على لافتة المترو نهائيا، ثم بالأحمر الدامى كتب فرج على المحطة اسمها الجديد: الشهداء. كانت ابنة فرج الصغيرة تحمل علم مصر بيديها وتكرر بصوت بكر: تحيا مصر تحيا مصر. اسم مبارك بدأ يختفى تدريجيا من قائمة المحطات الموجودة أعلى أبواب المترو، فالركاب يتسابقون على محو اسمه منها. مشكلة فرج ومن يفكر مثله أن اسم الرئيس المخلوع يتكرر آلاف المرات فى ربوع مصر، يرتفع فيها الاسم عاليا على منشآت عامة وخاصة مثل المستشفيات ومشروعات إسكان الشباب والمكتبات العامة. مدن مبارك الوهمية غطت أرجاء مصر: مدينة العلوم، الأبحاث، الاستكشافية، الصناعية. مستشفى مبارك للشرطة، والعسكرى، والخيرى المطار الدولى فى سوهاج مدارس حسنى مبارك الابتدائية والإعدادية والثانوية والتجريبية إلخ. مكتبات حسنى وسوزان. مشروع إسكان مبارك. شقق مبارك. أكاديمية الشرطة، مدينة العلوم، جائزة مبارك بدلا من جائزة الدولة. نادى مبارك الرياضى فى سموحة بالإسكندرية. حتى نادى عمال المنصورة أصبح يحمل اسم الرئيس المخلوع. مركز شباب مبارك بالمرج. مركز مبارك الأوليمبى بالإسكندرية. مركز سوزان مبارك الاستكشافى بحى الزهور بالعريش، الذى اقتحمه مجهولون يوم 12 فبراير الحالى. يبدو أن فرج سيتعب كثيرا إذا واصل هوايته التى بدأها فى محطة رمسيس.