كان صوت الكتاب والفنانون المصريون خافتا في أيام الغضب التي تشهدها مصر - فهل يعني هذا أنهم بعيدون عن أحداث هذه الثورة الشعبية؟ وقد قامت (دويتشة فيله) باستطلاع رأي عدد من الكتاب والفنانين، ومنهم إبراهيم أصلان ومحمد عبلة وجرجس شكري. كثيرا ما عاب المثقفون على الشعب المصري السلبية واللامبالاة وانعدام الوعي السياسي. الشعب المصري مستكين - هكذا كانوا يقولون - قانع، من السهل قيادته؛ شعب انصاع لحكم الفراعنة عبر قرون، بل عبر آلاف السنين. "الشعب المصري لا يثور": مقولة كانت تتردد كثيرا، ويبررها التاريخ المصري الذي لا يكاد يعرف الثورة الشعبية طوال تاريخه، وهذا ما دفع الكاتب المعارض علاء الأسواني إلى التساؤل في أحد كتبه: "لماذا لا يثور المصريون؟" يقول الروائي الكبير إبراهيم أصلان إنه يذهب إلى ميدان التحرير ويشارك في المظاهرات. ويصف صاحب "عصافير النيل" ما يحدث بأنه كان أكبر من حلم المثقفين وغير المثقفين في مصر.. كنا نعيب على هذا الجيل أنه مشغول بالعلاقات التي يتيحها الفيسبوك وخلافه، ثم اتضح أنه جيل مشغول بهموم بلده طوال الوقت، واستطاع أن يقدم للعالم بطاقة تعريف جديدة لهذا الوطن. أما الروائي عزت القمحاوي والذى تحدث من قلب ميدان التحرير قال إن المثقف في مصر نوعان: مثقفو السلطة والمثقفون المستقلون، والنوع الثاني من المثقفين متواجد يوميا في ميدان التحرير في قلب المظاهرات. أما الفنان التشكيلي والناشط السياسي محمد عبلة فيقول: نحن وراء الانتفاضة منذ فترة طويلة. نحن نحضر لما يحدث منذ عامين، نحن موجودون ولكن بأشكال فردية، لأن الوضع في مصر لا يتيح تجمعات كبيرة. الشاعر الشاب محمد خير ينفي ابتعاد المثقف عن ساحة الاحتجاجات، ويشير إلى أنه شارك منذ اليوم الأول وتعرض مرتين إلى الاعتقال، "ولكني لست حالة خاصة، فهناك كثيرون تعرضوا إلى الاعتقال". كما أن هناك من المثقفين من دفعوا ضريبة الدم، مثل الفنان التشكيلي أحمد بسيوني الذي راح ضحية إطلاق الرصاص الحي في قلب القاهرة يوم الثامن والعشرين من يناير.