أعرب وزير التنمية الألماني دير نيبل عن اعتقاده بإمكانية امتداد الاحتجاجات التي تشهدها مصر حاليا للمنطقة بأكملها. وقال نيبل في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين: من الممكن جدا أن تنتشر الاحتجاجات في شمال أفريقيا على نطاق واسع، لكني لا أعتقد أنها ستمتد على سبيل المثال إلى العراق، حيث يختلف الوضع، فهناك يتوجد حكومة شرعية ديمقراطية. وعما إذا كان يرى أنه يتعين على الرئيس المصري حسني مبارك التنحي فورا استجابة لمطالب المتظاهرين، قال نيبل: لا أتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن التجربة تظهر أن في مثل هذه الأجواء لا يبقى لرئيس دولة وقت للبقاء في السلطة. ومن ناحية أخرى أكد نيبل أنه لا تساوره مخاوف من أن يتولى إسلاميون السلطة في مصر، وقال: "الغالبية الكبيرة للشعب في مصر ودول أخرى في المنطقة لديها رغبة كبيرة في الحرية والديمقراطية، وهذه الرغبة ستفرض إرادتها". وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان ينبغي على ألمانيا تقديم المزيد من الأموال لدعم الديمقراطية في هذه الدول، قال نيبل: فيما يتعلق بالسياسية التنموية فإننا نعطي مصر على سبيل المثال نحو 95 مليون يورو سنويا، الجزء الأكبر منها في صورة قروض. وأكد نيبل أن "أي حكومة ديمقراطية جديدة منتخبة يمكنها أن تأمل في الحصول على مساعدات من ألمانيا"، موضحا أن السياسة التنموية لبلاده لا يمكن أن تسير على نفس المنوال السابق في ظل هذه الرغبة العارمة للشعوب في الحرية. وذكر نيبل أن وزارته خصصت بالفعل صندوقا بقيمة 250 ألف يورو لدعم الساسة الديمقراطيين على وجه الخصوص، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك مجموعة من الخبراء في وزارته تبحث حاليا إمكانيات دعم الحكومة الألمانية للعالم العربي في هذا الطريق. وقال نيبل: "إننا أيضا في مباحثات حول هذا الأمر مع الشركاء الأوروبيين والبنك الدولي، وسنطرح المقترحات خلال الأسبوع المقبل". وفي سياق متصل طالب نيبل الأوساط الاقتصادية في بلاده بتعزيز استثماراتها في العالم العربي، وقال: "المنطقة تمثل أهمية بالنسبة لكثير من الشركات الألمانية، وإنني أطالب أوساطنا الاقتصادية بزيادة اهتمامها في تلك الدول، فهذا جيد بالنسبة للشركات ويمكنه أن يجلب أيضا الرخاء والاستقرار لتلك الدول".