"نحرص على توفير الخروج الآمن للرئيس حسني مبارك، ولكن الآن"، هذا ما أكده القيادي الإخواني بالجمعية الوطنية للتغيير وعضو لجنة إدارة الأزمة الدكتور محمد البلتاجي، الذي أكد أن "مطلبهم العاجل برحيل الرئيس ليس انتقاما شخصيا منه، إنما لاقتناعهم بأنه لا مجال لأي تغيير حقيقي إلا بعد تخلي مبارك عن مواقع المسئولية". البلتاجي قال ل "الشروق" "نقبل بعمر سليمان رئيسا خلال مرحلة انتقالية، يتم فيها إلغاء قانون الطوارئ والاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية حقيقية"، وعن اللقاء الذي جمع القيادي بالجمعية الدكتور محمد أبو الغار، والمنسق السابق للحملة المستقلة لدعم البرادعي عبد الرحمن يوسف برئيس الوزراء أحمد شفيق، الجمعة الماضية، قال البلتاجي "كنا نحاول استشراف موقفهم من مطالب المعارضة التي يأتي في مقدمتها رحيل مبارك وتسليم صلاحياته لسليمان، كنا نريد معرفة ماذا يدور في أذهانهم تجاه مطالب المعارضة". "اللقاء كشف عن مماطلتهم في الاستجابة لمطالب المعارضة، فلا توجد لديهم نية الاستجابة لمطالبنا، ونصر على مواصلة اعتصامنا السلمي في ميدان التحرير، رغم المحاولات المتكررة لاختراقه، وفضه بالقوة والتي بدأت الأربعاء الماضي"، يوضح القيادي الإخواني. وأكد البلتاجي في الوقت نفسه، أن لقاء أبو الغار ومصطفي لم يكن تفاوضا رسميا من قبل المعارضة مع رئيس الحكومة الجديدة، بل تم بعد تلقي أبو الغار اتصالا من مكتب شفيق يطالبه بالتحدث معه بصفة شخصية. من جهته، اعتبر المنسق السابق لحركة كفاية وعضو لجنة إدارة الأزمة الدكتور عبد الحليم قنديل، تفاوض أي طرف مع النظام قبل رحيل مبارك، خطأ في حق الثورة الشعبية التي صنعها الشباب وشارك فيها ملايين المصريين. قنديل قال "الكلام عن تأمين المعتصمين بعدم توقيع أي عقوبة عليهم، كما لو أنهم مجرمين، بمثابة إهانة لهم وتحقير لدورهم"، مؤكدا على أن مطلبهم واضح من البداية جلاء مبارك شرط أساسي قبل التفاوض". وأكد قنديل على ضرورة بدء مرحلة انتقالية، يتم الاتفاق على مدتها من 6 شهور لعام، يتم فيها حل كافة المجالس المزورة وإطلاق الحريات العامة والإفراج عن كافة المعتقلين ووقف تصدير الغاز لإسرائيل وتنفيذ الحكم القضائي بأن يكون الحد الأدنى للأجور 1200 جنيها"، وأضاف "نطالب الجيش بإنهاء الأمر بتنحية مبارك لإعادة الهدوء للشارع مرة أخرى". يذكر أن لجنة إدارة الأزمة، التي تضم 10 سياسيين، لم تجتمع إلا مرة واحدة فقط منذ إعلان البرلمان الشعبي عن تشكيلها، بحسب قنديل.