المسيرة المليونية الثانية تطالب بتنحي الرئيس تصوير: مجدي إبراهيم كان المشهد مهيبا، أكثر من مليون مصرى محتشدون فى ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، فى وسط القاهرة، يصلون الجمعة، أمس، ويهتفون بتنحى الرئيس مبارك عن السلطة، وبعضهم يطالب بمحاكمته. مئات الآلاف الذين حضروا الصلاة فى الميدان، تجاوزوا حربا نفسية شنتها أجهزة إعلام السلطة، ضد المظاهرة والمشاركين فيها، وصلت لحد وصمهم بالعمالة للخارج والسعى لتخريب مصر. النساء بجانب الرجال، فى مشهد «قدسى» نادر، والشيخ صفوت حجازى يطلب من المتظاهرين قبل الصلاة، سد ثغور ميدان التحرير خشية تعرض المتظاهرين والمصلين لهجوم البلطجية، ونادى «حجازى» على الحشود عبر مكبرات الصوت: «فليذهب 300 شاب إلى كل منفذ من المنافذ الثمانية للميدان ليؤمنوها، ويحموا إخوانهم المصلين من هجوم البلطجية، وليصلوا الجمعة ظهرا بعد انتهاء الجمعة». وأضاف حجازى: «احموا المداخل حتى لا يغير علينا الطغاة والبلطجية ويقتلوننا»، وهتف حجازى: «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، وردد عشرات الآلاف الهتاف وراءه، وكان البلطجية التابعون للحزب الوطنى والنظام الحاكم قد ابتعدوا عن ميدان التحرير، وحاولوا منع الحشود المتدفقة على الميدان من الوصول إليه. وطالب النائب الإخوانى محمد البلتاجى قادة الجيش الموجودين فى ميدان التحرير حماية المتظاهرين من البلطجية، وقال عبر مكبرات الصوت: «على رجال القوات المسلحة تحمل مسئوليتهم الدستورية وأن يخلصوا للقسم العسكرى الذى أقسموا عليه، ويحموا المتظاهرين القادمين إلى ميدان التحرير من البلطجية ويشرحوا لهم الدخول». وشاهدت الشروق أحد قيادات الجيش الموجودين فى ميدان التحرير يتحدث للمتظاهرين بأن الجيش سيقوم بواجبه فى حمايتهم، إلا أن هذا لم يمنع بعض وحدات الجيش الموجودة بكثافة فوق كوبرى 6 أكتوبر من أن تطلب من المتظاهرين الذين قدموا فى الصباح أن يبتعدوا عن ميدان التحرير وأخبروهم أن المتظاهرين غادروا ميدان التحرير. وقال أحد ضباط الجيش: جاءتنا أوامر بمنع المتظاهرين من دخول ميدان التحرير وكان المتظاهرون قد بثوا خطبة الجمعة للشيخ يوسف القرضاوى من قطر على الهواء مباشرة عبر مكبرات الصوت، وكان بعضهم قد احتد على الشيخ جمال قطب بسبب سوء فهم لكلمته وعاد قطب للحديث ثانية قائلا: «لقد ظننتم أننى أؤيد مبارك والنظام وهذا خطأ»، وأشار قطب بوجود تنظيم خاص داخل النظام يقوم بأعمال إجرامية وإرهابية قائلا: «المسألة أكبر من أحمد شفيق وغيره». وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين فى طوابير طويلة خارج ميدان التحرير، امتدت إلى الدقى ومستشفى قصر العينى، وخضع المتظاهرون لتفتيش دقيق من قبل لجان النظام الشعبية، واستمرت عمليات القبض على عشرات من البلطجية والمندسين، من مخبرى أمن الدولة الذين جاءوا ليفسدوا المظاهرة المليونية. واستمر تحليق طائرات الهيلوكوبتر فوق رؤوس المتظاهرين قبل وأثناء وبعد صلاة الجمعة، وفى نفس السياق طالب إمام مسجد عمر مكرم فى خطبة الجمعة التى أداها المليون مسلم فى قلب الميدان لإسقاط النظام وتعديل الدستور وحل مجلس الشعب، وخلال أدائه لصلاة الغائب بكى الإمام بكاء حارا على أرواح الشهداء وبكى خلفه مئات الآلاف. وانطلق المتظاهرون بعد الانتهاء من الصلاة فى ترديد الهتافات المطالبة برحيل الرئيس مبارك. وقال الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، إنه التقى بقساوسة فى قلب ميدان التحرير وأخبروه أنهم جاءوا ليقولوا للعالم إن الشعب المصرى ليست به فتنة طائفية، وأن النظام هو صانع هذه الفتنة وقام عشرات من الأطفال المحمولين فوق أعناق آبائهم بترديد الهتافات الرافضة لبقاء مبارك فى السلطة، وخلفهم عشرات الآلاف من المتظاهرين، وحيا الشيخ يوسف القرضاوى فى كلمته شباب مصر وطالب بالإصرار على رحيل مبارك والنظام، وأضاف: ربما يعفو عنه (يقصد مبارك) الشباب أو يحاكمه محاكمة علنية. واستعد المئات من الشباب عند المداخل المؤدية إلى ميدان التحرير بارتداء خوذات من البلاستيك على الرأس حاملين دروعا خشبية، وانتشرت عيادات طبية ميدانية بشكل مكثف تحسبا لتجدد هجمات البلطجية، وحضر عدد من الرموز والشخصيات العامة الدينية والثقافية من بينهم أحمد كمال أبوالمجد والمهندس إبراهيم المعلم ومحمد سليم العوا والمستشار محمود الخضيرى ومحمد أبوالغار ويحيى حسين وجلال زهران. شارك في التغطية: محمد أبو زيد وأحمد فتحى ومحمد خيال ومصطفى هاشم وأحمد عبد القوى ومحمد الفقى.