بي بي سي أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أنه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013، كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته. وقال الرئيس صالح في كلمة ألقاها في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء، أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب".. "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، داعيا المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة، وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم، حتى يتم تصحيح السجل الانتخابي وهي النقاط التي كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر الماضية. كما دعا الرئيس اليمني المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب أمام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة. كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي، وكان الحزب الحاكم ومنظمات شعبية مواليه له نظم مهرجانا جماهيريا بالعاصمة صنعاء بالتزامن مع خطاب الرئيس شارك فيه الآلاف مرددين شعارات تؤيد الرئيس، وتندد باحتجاجات المعارضة. وأضاف الرئيس صالح في كلمته "أقوم بهذه التنازلات من أجل مصلحة البلاد، فمصلحة اليمن تأتي قبل المصالح الشخصية"، وكانت القوى اليمنية المعارضة قد دعت إلى تظاهرة كبرى أطلقت عليها "يوم الغضب" يوم غد الخميس، ينظر إليها كمقياس لإرادة الشعب اليمني في التغيير. ودعا الرئيس اليمني المعارضة إلى "تجميد كل التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات" التي تنوي تنظيمها ضد نظام حكمه، وكان الرئيس صالح قد قدم بعض التنازلات فعلا في الأيام الماضية، عقب الانتفاضة التونسية التي أجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على الفرار، إذ قلص فترة الولاية الرئاسية وخفض ضريبة الدخل، وتعهد بزيادة رواتب الموظفين والعسكريين بحوالي 47 دولارا شهريا، وهي خطوة ليست بالصغيرة في بلد لا يتقاضى 40% من سكانه اقل من دولارين في اليوم. وفي أول رد على تصريحات الرئيس صالح، قال محمد السعدي مساعد أمين عام التجمع اليمني للإصلاح المعارض "ننظر إلى هذه المبادرة على أنها تطور إيجابي، وننتطر الخطوات المقبلة"، وفيما يخص تظاهرة "يوم الغضب" قال السعدي "التظاهرات ستنطلق في موعدها وستكون منظمة وسلمية، لتمكين الشعب من إيصال صوته والتعبير عن تطلعاته." يذكر أن الرئيس صالح ما لبث يحكم اليمن منذ 23 عاما، إذ جاء إلى الحكم عام 1978، وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990، تولى صالح منصب رئيس اليمن الموحد.