اعتبرت السلطة الفلسطينية استقالة إيهود باراك زعيم حزب العمل من منصبه وتكوينه لحزب جديد باسم الاستقلال بعد سنوات من زعامته للحزب وقيادة اليسار الإسرائيلى تطورا خطيرا يزيد من احتمالات شن حرب جديدة على قطاع غزة. وقال مفوض العلاقات الدولية فى السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن انشقاق باراك «فيه خطورة على قطاع غزة ويزيد من احتمالات قيامه بشن حرب جديدة على القطاع». وأضاف شعث الاستقالة «لم تقدم الا بعد إلحاح شباب حزب العمل على الانسحاب من الحكومة والأمل أن ينتخب حزب العمل قيادة جديدة ويعيد بناء نفسه ولكن بقاء باراك فى الحكومة بجانب نتنياهو سينعكس بالضرر على القضية الفلسطينية لما يمثله باراك من خطر أكثر من نتنياهو على الفلسطينيين». وقال: «لو أراد باراك أن يضغط على نتنياهو للمضى فى عملية السلام لقام وأعلن انسحابه من الوزارة وهو ما لم يفعله». وشدد شعث على «عدم وجود أمل فى الحكومة الإسرائيلية القديمة أو الجديدة بل نرى فى باراك أكثر خطرا على الفلسطينيين بصفته رجل الحروب حيث إنه المسئول الأول فى الحرب على غزة». وأنجزت أمس المفاوضات الائتلافية بين حزب الليكود وكتلة «الاستقلال» الجديدة، وتم طرح الاتفاق الائتلافى بين الجانبين على مائدة الكنيست فى انتظار الحصول على الموافقة عليه اليوم. وبحسب الاتفاق فإن كتلة الاستقلال الجديدة ستحصل على 3 مناصب وزارية بالإضافة إلى احتفاظ باراك بحقيبة الدفاع وهى حقيبة الصناعة والتجارة التى تسند إلى شالوم سمحون وحقيبة الزراعة التى ستعهد إلى أوريت نوكيد فيما يعين ماتان فيلنائى وزيرا بدون حقيبة فى وزارة الدفاع مسئولا عن قضايا الأقليات وملف الجبهة الداخلية، بحسب راديو إسرائيل. وبحسب صحيفة الإنتدبندنت فإن استقالة باراك المفاجئة من حزب العمل أدت إلى إغراق الحزب فى حالة من الفوضى وألقى بظلاله على آفاق عملية السلام. ولكن المحلل الفلسطينى هانى المصرى قال فى اتصال هاتفى مع «الشروق» «إن باراك بانشقاقه عن حزب العمل أنهى فرصة هذا الحزب فى الانسحاب من الحكومة، والآن تعززت حكومة نتنياهو، ولن تنهار ولن يحدث انتخابات مبكرة، وستستمر هذه الحكومة فى مواقفها المتصلبة». ويضيف هانى المصرى أن «ما قام به باراك سيكون له تأثير محدود وليس جوهريا، فهو مستمر بعد انشقاقه فى الحكومة وحصل على 4 حقائب وزارية». ويرى هانى المصرى أن الاختلاف على الساحة السياسية كان سيصبح ملحوظا فقط فى حالة انسحاب حزب العمل كله من الحكومة الائتلافية. وكشفت صحيفة إسرائيل اليوم بأن بنيامين نتنياهو كان شريكا أساسيا فى هذه الخطوة التى أعلن عنها باراك، خاصة أنه كان على علم بالأزمات التى كان الحزب يمر بها حتى إنه كان يدعم الخلافات بين أعضاء الحزب وبعضهم البعض تكريسا لليمين وحتى يتم التخلص من أحد أبرز الأحزاب اليسارية المزعجة سياسيا له. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت فى تقرير لها إلى أن الرابح الأكبر والخفى من استقالة باراك هو أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا ووزير الخارجية زاعمة بأنه بات السياسى الإسرائيلى الوحيد الذى يحافظ على ما يبدو على استقرار حزبه وسط الموجات السياسية الصعبة التى يتعرض لها فيما رأت صحيفة معاريف فى تقرير لها إن خطورة خطوة الانسحاب التى قام بها باراك أنها كانت خطوة مفاجئة للجميع، مشبهة هذه الخطوة بأنها مثل العملية العسكرية السرية التى لم يعلم أحد شيئا عن تفاصيلها.