أطلقت وسائل الإعلام العربية والأجنبية اسم «الياسمين» على ثورة تونس، التى انطلقت فى السابع من الشهر الماضى، وأجبرت الرئيس زين العابدين بن على فى الرابع عشر من الشهر الحالى على الرحيل. ويتساءل الكثيرون: لماذا سميت بهذا الاسم؟ وماهى دلالته؟ وهل للثورات ولون ورائحة؟.. الحقيقة أنها كذلك. ثورة القرنفل إنها الثورة التى أسقطت نظام الحكم الديكتاتورى فى البرتغال الذى استمر لأكثر من نصف قرن. وقد وقعت «ثورة القرنفل» التى أرست الديمقراطية فى البلاد فى 25 أبريل 1974. واستسلم على أثرها رئيس الحكومة مارسيلو كايتانو، ونقل سلطاته إلى الجنرال سبينولا. وبعد الإعلان عن نجاح الثورة امتلأت شوارع لشبونة بآلاف المؤيدين، وهم يلوحون بزهور القرنفل. ثورة الياسمين لكون تونس «بلد الياسمين» أطلقت وسائل الإعلام اسم «ثورة الياسمين» على الثورة التونسية. وقد عرف الانقلاب السلمى الذى قام به «بن على» ليلة 6 نوفمبر 1987 على سلفه الحبيب بورقيبة باسم «انقلاب الياسمين». وورد هذا الاسم فى كتاب «صديقنا بن على» للصحفيين الفرنسيين نيكولا بو وجان بيير توكوا. ولكن أتت ثورة الشعب هذه المرة لتستحق لقب «ثورة الياسمين» عن جدارة مطيحة ب«انقلاب الياسمين». الثورة الوردية جرت فى جورجيا فى نوفمبر 2003، واستمدت اسمها فعليا من الورد الأحمر، التى استخدمها المحتجون ضد سلطة الرئيس إدوارد شيفرنادزه، وطالبوا باستقالته، وكان لهم ما أرادوا. وأوصلت هذه الثورة ميخائيل ساكاشفيلى زعيم المعارضة إلى سدة الحكم. ولم تتم إراقة أية دماء. الثورة البرتقالية شهد العامان 2004 و2005 ما عرف بالثورة البرتقالية فى أوكرانيا، وهى واحدة من أشهر «الثورات الملونة». وكانت عبارة عن تظاهرات حاشدة عمت البلاد، بعد أن تبين أن نتائج الانتخابات التى جرت فى نوفمبر 2004 بين المرشحين البارزين فيكتور يوشينكو وفيكتور يانوكوفيتش تم التلاعب بها لصالح الأخير. وكان الوشاح البرتقالى رمزا توحد فى ارتدائه المتظاهرون باعتباره اللون الرسمى للحملة الانتخابية للمرشح المعارض. وبعد أيام من التظاهرات تم إعلان يوشينكو الفائز الرسمى بالرئاسة. ثورة الزعفران أطلق اسم ثورة الزعفران على تحرك الرهبان البوذيين البورميين المعارضين فى بورما عام 2007. وقد وقف الرهبان فى وجه الجنود وبنادقهم، محتجين على الغلاء، آملين فى تحقيق التغيير، لكن النتيجة كانت قتل العشرات واعتقال المئات منهم. ولأن الرهبان شاركوا فى التحرك بزيهم الزعفرانى اللون سميت «ثورة الزعفران». ثورة الأرز شهد لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى عام 2005 سلسلة من التحركات الشعبية التى قامت بها قوى 14 آذار، حيث شهدت العاصمة بيروت تظاهرات شعبية عرفت بثورة الأرز، وأدت إلى انسحاب القوات السورية من لبنان، وتكوين لجنة دولية للتحقيق فى اغتيال الحريرى. ويأتى اسم «ثورة الأرز» من شجرة الأرز التى تعتبر رمزا للبنان، وتتوسط علمه. ثورة التوليب عرفت حركة الاحتجاجات التى شهدتها قرغيزيا فى 25 مارس 2005 بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية القرغيزية باسم ثورة التوليب. وكان من نتائجها خلع الرئيس عسكر أكاييف وتعيين كرمان بيك بكاييف قائما بأعمال رئيس الجمهورية ورئيسا للحكومة المؤقتة ومن ثم انتخابه فى يوليو 2005 رئيسا للجمهورية. ولكن «ثورة الوقود» أطاحت بنظام بكاييف فى أبريل 2010 بسبب عوامل اقتصادية واجتماعية متراكمة. الثورة الخضراء سمى البعض احتجاجات المعارضة الحاشدة على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009 بالثورة الخضراء، معتبرين أنها ثورة الشعب على النظام الإسلامى الحاكم إثر اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2009، والتى أدت إلى فوز محمود أحمدى نجاد بولاية ثانية.