بعيدا عن إشكالية اعتذار عادل أمام عن تكريمه فى المهرجان القومى، وبعيدا عن التشكيك فى بعض الجوائز ورأى الأديب جمال الغيطانى فى حال السينما الروائية الطويلة.. تأتى سنابل الخير مع حبة عيال مجانين موهوبين، قدموا إبداعاتهم بكاميرات الديجيتال بعيدا عن التابوهات التقليدية وحسابات شباك التذاكر وأجور النجوم من نوعية اللمبى وشركائه.. «الشروق» تلقى الضوء على حزب الأمل فى السينما المصرية الذين فازوا بجوائز المهرجان القومى فى السينما الروائية القصيرة والتسجيلية، وهم ينتظرون أن تعرض أفلامهم بشكل واسع على المشاهدين فى دور العرض. فيلم «الضيف» للمخرجة دينا جمال الدين حصل على جائزة شادى عبدالسلام للعمل الأول وحصل قبل ذلك على جائزة مهرجان الصورة. حولت فيه دينا قصة ألبير كامو إلى سيناريو وهو ما تقول عنه دينا: قصدت تقديم معنى قبول الآخر دون النظر إلى لغته أو دينه أو أى شىء آخر. وتحدثت دينا عن الفيلم قائلة: وفر لى المعهد العالى للسينما المعدات وتوليت أنا أجور الممثلين والماكياج وأشياء أخرى كلفتنى 35 ألف جنيه، ولكن ميزانية الفيلم بأكلمه قاربت ال100 الف جنيه وهو مشروع تخرجى فى المعهد واستغرق تنفيذه 3 شهور الفيلم من بطولة «لورانس روديك» وتامر فتحى و«دين إيدل إيه» . أما فيلم «باب للخروج» للمخرج يوسف ناصر والذى حصل على جائزة لجنة التحكيم (8 آلاف جنية) يحكى قصة ولد وبنت لا يملكا أموالا للاحتفال بذكرى مرور أول عام لقصة حبهم فيقروا قضاء الليلة فى شقة شقيق الفتاة المهاجر لدولة أجنبية، الفيلم من إنتاج شركة سمات وتكلف حوالى 8 آلاف جنيه، وتم تصويره فى شقة لمدة يومين. «شهر 12» هو فيلم المخرج محمود شكرى الذى حصل على جائزة أفضل فيلم وقدرها 12 ألف جنيه. يحكى قصة شاب ميسور الحال يقرر السفر هربا من مشكلات المجتمع العديدة ،. الفيلم إنتاج المعهد العالى للسينما وتكلف حوالى 50 ألف جنيه واستغرق تصويره 3 أيام مدته 12 دقيقة. ومن بطولة عمرو ممدوح وعمرو القاضى ووائل سامى ومحمد جمعة. ويقول محمود: على الرغم من سعادتى بالجائزة فإننى أشعر بأن تلك الأفلام لابد أن تجد مكانا آخر لها غير المهرجانات للعرض، فنحن نحلم بأن تعرض الأفلام الروائية القصيرة قبل الروائية الطويلة فى دور السينما حتى يرى الناس ثمرة جهدنا. ومن الأفلام الروائية القصيرة إلى الأفلام التسجيلية التى فازت بجوائز المهرجان ومنها فيلم «أصوات» للمخرجة دينا حمزة الذى فاز بجائزة سعد النديم للعمل الأول وقدرها 4000 آلاف جنيه. يرصد الفيلم فى 44 دقيقة جلسات وأمسيات عائلتى الشاعرين صلاح جاهين وفؤاد حداد. وتقول دينا عن فيلمها: أولاد وأحفاد هذين الشاعرين الكبيرين جعلا من أشعارهما ترنيمة، فيجتمعون كل فترة ويقرأون أشعارهما فى محاولة منهم لمقاومة الإحباط والفتور الذى يشعران به فى هذه الأيام، الفيلم من إنتاج دينا حمزة وشركة سمات وتقول دينا: سمات قامت بتوفير بعض المعدات وأنا توليت الأجور وبعض الاشياء الأخرى، وكانت التكلفة كلها تقترب من 8 آلاف جنيه. ولذلك هو من الأفلام القليلة الميزانية. «عنبر 6» فيلم للمخرجة نسرين الزيات، فاز بجائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة أقل من 15 دقيقة (8 آلاف جنيه)، حكت نسرين فى تلك الدقائق القليلة قصة الصحفيتين «رشا عزب» و«أسماء على» اللتين تعرضتا للاعتقال بسبب اشتراكهما فى مظاهرات عام 2006 وتم إيداعهما سجن النساء بالقناطر ولكن على غير العادة تم إيداعهما فى عنبر 6 وهو عنبر لمعاقبة المجرمين والقتلة، ولم يتم احتجازهما مع باقى المسجونات السياسيات. وتقول نسرين: الذى جذبنى لتقديم الفيلم هو تلك التجربة التى عاشتها صحفيتان فى عالم الإجرام، وتلك الصداقة التى نشأت بين الفتاتين فى ذلك المجتمع الجديد والغريب. والأغرب هو انسجام الفتاتين مع نساء العنبر ورؤيتهما لهن من زاوية إنسانية بعيدة عن الأفكار المسبقة. وحكت نسرين عن تفاصيل العمل فقالت: الفيلم أنتج ضمن البرنامج الثقافى «مواطنون أم رعايا» فى عام 2008. وهو برنامج تابع للجيزويت. الذى وفر لها جميع المعدات والإمكانات من كاميرا إلى مونتاج إلى شرائط، وكانت كل تكاليف الفيلم الأخرى لم تتعد 300 جنيه واستغرقت شهر ونصف الشهر لإعداد الفيلم. «المستعمرة» هو اسم فيلم المخرج أبوبكر شوقى الذى فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلى حتى 15 دقيقة (8 آلاف جنيه). رصد فيه أبوبكر تلك الحياة المجهولة فى مستعمرات الجزام. من خلال قصص من يعيشون داخلها. فحمل أبوبكر كاميرته فى زيارة لمستعمرة أبوزعبل لمرضى الجزام ولكنه لم يرصد المشكلة التقليدية وهى معاناة المرض ولكن معاناة أصحاب المرض من الذين لا يحملونه. فمعاناة المرضى من عدم تقبلهم من الآخرين هى الأقسى والأكثر إيلاما.. وقال شوقى عن فيلمه: سعادتى بالجائزة جاءت بسبب شعورى أن فكرتى وصلت. وأن الفيلم وجد الصدى الذى تمنيته. المستعمرة تكلف 100 جنيه فقط هى ثمن الشرائط ومعهد السينما تكفل بكل شىء. «رمسيس السيارة» فيلم للمخرج رامى عبدالجبار استطاع أن يتربع به على قمة جوائز الأفلام التسجيلية الأكثر من 15 دقيقة وهو من إنتاج الشروق للإنتاج الإعلامى، يسرد فيه رامى فى 32 دقيقة حكاية السيارة رمسيس، أول إنتاج مصرى فى عالم السيارات، يقول رامى: جذبتنى جدا معلومة أن مصر أنتجت سيارة مصرية خالصة يوما ما، ولذلك تتبعت الفكرة حتى توصلت إلى أن السيارة الصغيرة حملت خلفها حلما كبيرا وعظيما، وهو حلم الاستقلالية الصناعية، والمكانة المصرية والتحرر من القيود الغربية. ولذلك حلمت أن أقدم عملا عن تلك السيارة الحلم. وبالفعل تحقق ذلك بعد أن عرضته على المنتج الفنى على مراد الذى تحمس جدا للفكرة ودخلنا حيز التنفيذ وانتهينا منه فى خلال شهر واحد بعد أن وفر لى مادة ضخمة جدا وكل المساعدات. أما فى مسابقات التحريك فقد فاز فيلم «لعبة الحياة» للمخرجة ريم رأفت خفاجى وحصلت به على جائزة أنطوان سليم للعمل الأول وقدرها 4 آلاف جنيه. قدمت فيه ريم شخصية فتاة فى صندوق ترى عروسة أمامه ترقص.. وتقول ريم عن الفيلم: استغرقت شهرا لإعداد الفيلم من 3 دقائق ولم يتكلف أى نقود، فقط كمبيوتر. «بالمقلوب» فيلم لدنيا محمد ناصر فى 3 دقائق قدمت فيه قصة فتاة تمشى بالمقلوب على سماء المدينة الممتلئة بالخفافيش.. وتقول دنيا عن الفيلم: حاولت أن أوضح فكرة هجوم المجتمع على الشخص المختلف حتى لو كان اختلافه هذا يعتبر تميزا. وقالت دنيا إن الفيلم لم يكلفها أى نقود. «فرصة ضايعة» للمخرجة دنيا حسين صدقى مدته دقيقتان ولكنها حازت به على جائزة أحسن فيلم وقدرها 12 ألف جنيه وقدمت فيه فتاه تختار رجلا عجوزا لتتزوجه وتحقق أحلامها ولكنه يموت بعد فترة من الزواج. وتقول دنيا كلفنى الفيلم 300 جنيه فقط ولكنى لا أرى المشكلة تكمن فى الماديات بقدر ما تكمن فى الخيال والأفكار وطريقة تقديم العمل.