أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس، اليوم الأحد، أن الأمن التونسي اعتقل مسلحين أجانب لم يحدد جنسياتهم أمام مقر الحزب في العاصمة تونس وبحوزتهم أسلحة. وقال الحزب، في بيان أصدره: "في الساعة الثانية إلا ربع كشف أحد شباب الحزب الديمقراطي التقدمي سيارة أجرة تحمل رقم 3560 في وضع مستريب أمام مقر الحزب، فاستنجد بأعوان الأمن الذين أمروا السيارة بالوقوف، تبين أن بعض راكبي السيارة من ذوي جنسيات أجنبية مدججين بأسلحة نارية مختلفة كان من بينها بندقية قنص". وأضاف: "الأسلحة كانت مخبأة في حقائب يستخدمها مصورو التليفزيون. وبعد السيطرة عليهم واعتقالهم من قبل قوات الجيش والشرطة، ما زالت قوات الجيش والشرطة تواصل البحث عن عناصر مسلحة قد تكون مختفية في بعض العمارات القريبة من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي". هذا وقد أعلنت السلطات التونسية عن خفض مدة حظر التجوال، اعتبارا من اليوم الأحد، إلى إصدار ما يخالف ذلك. ونقلت الإذاعة التونسية عن مصدر مسؤول -لم تحدد هويته- قوله اليوم الأحد، إنه في نطاق تخفيف إجراءات حالة الطوارئ ونظرا لتحسن الأوضاع الأمنية بالبلاد، تقرر خفض مدة حظر التجول، حيث أصبحت من الساعة السادسة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا مع المحافظة على بقية الإجراءات. على صعيد آخر، أعلن كمال الجندوبي الناشط التونسي في مجال حقوق الإنسان والمنفي في فرنسا منذ 16 سنة، اليوم الأحد، أنه عائد إلى تونس بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. وصرح رئيس الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان ومؤسس لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس في مطار أورلي بباريس "أعود إلى مسقط رأسي الذي افتقدته كثيرا، وأعود في أجواء استثنائية لأعيش هذا الحلم". وبعد أن منعته السلطات التونسية من العودة إلى بلاده منذ 1994 لنشاطاته في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، حرم الجندوبي من جواز سفره التونسي منذ 2000، وفي 2005 لم يسمح له بحضور تشييع أبيه؛ كما أفادت الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان في بيان. وأضاف الجندوبي: "سأزور قبر والدي اللذين لم أرهما عندما توفيا، وأريد أن أستنشق رائحة البلاد والعودة إلى أحياء طفولتي، وأن أعانق عائلتي وأصدقائي". وينوي الجندوبي العودة إلى سيدي بوزيد (وسط غرب) للقاء الناشطين، ومن حيث انطلقت شرارة حركة الاحتجاج، بعد أن انتحر الشاب محمد البوعزيزي بإحراق نفسه في 17 ديسمبر، مؤكدا أن أحدا لم يتصل به بهدف المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية. وتشهد تونس منذ النصف الثاني من ديسمبر الماضي احتجاجات اجتماعية دامية، على خلفية غلاء المعيشة وتفشي البطالة والفساد، وخاصة في صفوف عائلة زوجة الرئيس التونسي. كان الرئيس بن على غادر تونس يوم الجمعة بعد شهر من المظاهرات المناوئة للحكومة التي اندلعت في منتصف ديسمبر الماضي، وراح ضحيتها العشرات، أغلبهم قتلوا بأعيرة نارية أطلقتها الشرطة على الجماهير.