اعتقلت الأجهزة الأمنية عشرات النشطاء السياسيين من حركة 6 أبريل وحركات احتجاجية أخرى، خلال تظاهرهم بمناسبة عيد ميلاد الرئيس مبارك أمام مبنى مجلس الدولة على هامش جلسة نظر قضية تصدير الغاز لإسرائيل. وشهد مجلس الدولة أمس إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة حيث تم فرض أربعة كردونات أمنية من جنود الأمن المركزى ورجال أمن الدولة وبحضور عدد من كبار ضباط مديرية أمن الجيزة لمنع وسائل الإعلام من دخول مبنى مجلس الدولة وحضور الجلسة، كما تم منع الوقفة الاحتجاجية التى دعت لتظيمها حملة «لا لنكسة الغاز». وشهدت الشوارع المجاورة لمجلس الدولة وجودا أمنيا مكثفا تمثل فى فرق الكاراتية التى حاصرت المبنى من كل الجهات. وألقت قوات الأمن القبض فى ساعة مبكرة من صباح أمس على 5 من ناشطى حملة «لا لتصدير الغاز» وحركتى 6 أبريل وكفاية هم عبدالله ومحب أديب ومحمد عادل صاحب مدونة العميد ميت والمهندس محمد الأشقر وإبراهيم فؤاد، والذين حملوا لافتات مدون عليها عبارة «هدية مبارك فى عيد ميلاده تصدير الغاز لإسرائيل» وحملوا صورا أخرى لحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله. كما تم تفتيش جميع حقائب وحوافظ المستندات التى يحملها المئات من الموظفين والمحامين ممن يترددون على مجلس الدولة بصفة يومية ولم يسبق أن تعرضوا لمثل هذه الإجراءات المشددة، كما تم فحص بطاقات الرقم القومى لجميع من دخلوا المجلس من الصحفيين والمحامين، وتم تفتيش حقائب يد السيدات مما أثار استياء بالغا بين العاملين بالمجلس. وعبر عدد من القضاة عن استنكارهم لهذه الإجراءات الأمنية المشددة التى تصاحب جلسة ليست الأولى من نوعها وشددوا على أن حشد هذا العدد الضخم من رجال الأمن والعربات المصفحة أمام مبنى هيئة قضائية هى بيت المشروعية القانونية لمصر أمر يسىء لاستقلال القضاء وحرية التقاضى ويمثل ضغطا على جموع المواطنين الذين يلوذون بباب القضاء الإدارى لاسترداد حقوقهم من الحكومة. وقررت دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا وقف نظر طعن الحكومة على حكم وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل لحين الفصل فى دعوى رد المحكمة التى أقامها السفير إبراهيم يسرى، منسق حملة «لا لنكسة الغاز» بعد رفض رئيس المحكمة إحالة الدعوى إلى دائرة أخرى. ورفع المتظاهرون أعلام مصر كتب عليها «لا لبيع الغاز لإسرائيل» كما رفعوا صورا للشهيد عبدالمنعم رياض، وارتدوا قمصانا طبعت عليها صورته. وردت قوات الأمن بالاعتداء على فتيات من حركة 6 أبريل، وقاموا بمصادرة أجهزة التليفون المحمول الخاصة بهن، كما استولوا على كاميرا خاصة بأحد المصورين الصحفيين. ومن جانبها استنكرت الدكتورة كريمة الحفناوى القيادية بحركة كفاية الإجراءات الأمنية المشددة التى أحاطت بمجلس الدولة قائلة، لأول مرة منذ فترة يتم التعامل معنا بهذه الطريقة الشرسة، وكنا نتوقع تضييق الخناق علينا ولكن ليس بهذا الشكل، مؤكدة أن ما حدث لعدد من الفتيات أثناء المظاهرة عار على هذا النظام الذى يريد يكبت حريتنا، على حد تعبيرها. وبحسب محمد عبدالعزيز، المتحدث باسم حركة 6 أبريل، فإن قوات الأمن ألقت القبض على 15 من شباب 6 أبريل وكفاية موزعين بين قسمى الدقى والمعادى، وأكد أحمد ماهر، منسق عام الحركة، أن قوات الأمن ألقت القبض على 17 فراد قبل توجههم لمجلس الدولة. وأشار ماهر إلى أنه فى الوقت الذى تحتفل به الحكومة وقيادات الحزب الوطنى بعيد ميلاد الرئيس، أردنا أن نحتفل بطريقة مختلفة تعبر عن اعتراضنا على مجمل الأوضاع فى البلاد، ولنؤكد أن يوم الاحتفال ليس مقدسا».