وجّهت أجهزة الأمن المصرية إنذارًا شديد اللهجة إلى كل من يحاول النزول إلى الشارع في تظاهرات خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) بعد شهرين. لكن نشطاء معارضين قالوا: إنهم يعتزمون تكثيف نشاطهم خلال الفترة المقبلة في محاولة منهم ل "لَجْم قطار التوريث" الذي اقترب من "محطته الأخيرة"، بحسب وصفهم. واشتبكت قوات مكافحة الشغب الثلاثاء الماضي مع عشرات الناشطين الرافضين لتولي جمال مبارك أعلى سلطة في البلاد خلفًا لوالده الرئيس حسني مبارك، خلال تظاهرة أمام أحد القصور الرئاسية في وسط القاهرة، الأمر الذي أدّى إلى سقوط جرحى. واعتقلت الشرطة العشرات قبل أن تطلقهم أمس. وكان نحو 300 ناشط ومعارض وبينهم عدد من البرلمانيين تمكنوا من الوصول إلى قصر عابدين مساء أول من أمس على رغم فرض الشرطة إجراءات أمنية مشددة على مناطق وسط القاهرة. وردّد المتظاهرون هتافات مناوئة للرئيس مبارك ونجله الأصغر جمال، في حين ارتدت مجموعة من الشباب المنخرطين ضمن حملة دعم الدكتور محمد البرادعي قمصانًا "تي شيرت" كتب عليها "معًا سنغيّر" وهو الشعار الذي رفعه البرادعي لدى عودته إلى القاهرة في فبراير الماضي. ورفع المحتجون لافتات مناهضة ل "توريث الحكم". وأفيد أن الشرطة استخدمت "الهراوات" لتفريق المتظاهرين، الأمر الذي تطور إلى اشتباكات باليد بين الجنود والمتظاهرين. وكانت 16 حركة سياسية في مقدمتها "الجمعية الوطنية للتغيير" وجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب الجبهة والغد والكرامة (تحت التأسيس) والعمل (المجمد) إضافة إلى حركات احتجاجية في مقدمها "كفاية" و "6 أبريل"، أعلنت مشاركتها في تظاهرة احتجاجية كانت مقررة الثلاثاء الماضي أمام قصر عابدين في وسط القاهرة للتعبير عن رفض مشروع "التوريث". لكن الشرطة منعت تنظيم هذا التحرك الاحتجاجي الذي رفع شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". وأوضح منسق حملة دعم الدكتور محمد البرادعي الناشط ناصر عبدالحميد أنّ "أجهزة الأمن منعت وصول النشطاء إلى وسط القاهرة قبل أن تشتبك مع عشرات الشباب الذين تمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية"، وأشار إلى أن الشرطة اعتقلت نحو 40 ناشطًا سياسيًا قبل أن تفرج عنهم لاحقًا. ولفت إلى أن الإجراءات الأمنية "لن توقف نشاط المعارضة في الضغط على النظام". ويأتِي ظهور هذه اللافتات متزامنة مع حملات أخرى أطلقها نشطاء مجهولون قبل شهر لدعم جمال مبارك. ويقول المنسق العام للحملة الداعمة لجمال مبارك الناشط مجدي الكردي: إن "أعضاء الحملة باتوا ينتشرون الآن في 19 محافظة حيث تَمّ جمع نحو 200 ألف توقيع في غضون شهر منذ بدء الحملة". مشيرًا إلى أن الحملة ستنظم مؤتمرًا جماهيريًا في منطقة الخليفة الشعبية اليوم الخميس "لعرض أفكارها على الناس وجمع مزيد من التوقيعات".