فى هدوء شديد ودون أى ضجة إعلامية، مستخدما موهبته فقط، استطاع الموسيقار ياسر عبدالرحمن أن يفرض نفسه على ساحة الموسيقى، والغناء العربى، هو إنسان لا يحب الأضواء لكنها دائما تبحث عن موسيقاه، وتحاول الالتصاق به، ربما لا تعرف الناس فى الشوارع وجه ياسر عبدالرحمن، لكن أذن نفس الجماهير تحفظ أعماله الموسيقية عن ظهر قلب، الوسية، والضوء الشارد، والليل وآخره، والمرسى والبحار، وخالتى صفية والدير، وياورد مين يشتريك، وولاد الشوارع، وكناريا، والمال والبنون. وفى السينما، السادات، وناصر 56، وإيلات، وخيانة مشروعة، وهى فوضى، والمواطن مصرى، وحسن ومرقص، والبيبى دول، والذى حصل عنه منذ أيام على جائزة أفضل موسيقى تصويرية من المهرجان القومى للسينما، ورغم أنه مهرجان هزيل لكن حصول ياسر على الجائزة حق طبيعى له، وضعف المهرجان لا يقلل من قيمة الجائزة. هذا الفنان استطاع أن يجعل هناك حالة تواصل بين مشاهد السينما والدراما التليفزيونية، والموسيقى التصورية، وكان له فضل كبير فى نجاح الكثير من هذه الأعمال حتى أصبحت المقدمة، والنهاية، والأغانى الموظفة دراميا داخل العمل يرددها الناس، وكأنها أغانٍ منفصلة. وفى حقيقة الأمر، يملك هذا الفنان لغة موسيقية مختلفة فهى صعبة من حيث تكوينها الموسيقى، وأى مطرب أو عازف يؤديها يشعر بضعف إمكانياته أمامها، بالدرجة التى تجعل أمر تنفيذها فى حفلاتهم الخاصة صعبا للغاية، وهو من جانبه، يرفض أن ينفذ العمل بشكل فقير، ويصر على أن يظهر على الهواء، وكأنه نسخة من الشريط الأصلى، ورغم صعوبة ما يصنعه لكن موسيقاه قريبة دائما من مشاعرنا تخترقها، وتوجهها بالقدر الذى تجعلنا نصاب بالفرح والحزن حسب مدلولها، ونكهتها، والموقف الدارمى. ياسر عبدالرحمن بحكم أشياء كثيرة هو أحد نجوم الشباك فى عالم الموسيقى والغناء، أثبت أن البطل ليس هو من يظهر على الشاشة أمام المشاهدين، لكن من الممكن أن يكون البطل نجما آخر لا يظهر داخل الصورة.