تعرض باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، لبعض الإخفاقات خلال العام الجاري، بيد أنه يستعد منذ هذا الوقت المبكر في الإعداد لحملته الانتخابية المقبلة. وتبدأ الاستعدادات من بداية العام المقبل، إذ من المنتظر أن يغادر ديفيد أكسلرود، أحد مستشاري الرئيس الأمريكي، البيت الأبيض بحلول نهاية يناير المقبل، ليعود إلى شيكاجو للإعداد لحملة أوباما في انتخابات 2012 الرئاسية. ورغم أن أوباما ليس في أفضل حالاته في الوقت الحالي، إلا أنه لا يعتزم الاستسلام، كما أن الخبراء لا يعتقدون أن فرصه في 2012 لن تكون سيئة. وأعد أستاذ الاقتصاد، راي فاير، من جامعة ييل الأمريكية نموذجًا معقدًا، يربط بين نجاح الرئيس في الانتخابات والأوضاع الاقتصادية في البلاد. ويبحث فاير منذ سنوات، الارتباط بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية والوضع الاقتصادي، ويرى أن فرص أوباما ستكون جيدة للغاية في 2012، حيث يتوقع الخبير أن ينتعش الاقتصاد أخيرا في عام الانتخابات الرئاسية. وهناك حالة من الأمل تسود داخل البيت الأبيض أيضا، فبرغم من أن عام 2010 شهد الكثير من الإخفاقات لأوباما، حتى مشاريع الرئيس الأمريكي الناجحة في قطاع الصحة أو الإصلاحات الاقتصادية، لم تجن التصفيق المرجو منها. ويرى الخبراء أن الأمور ستتحسن في المجال الاقتصادي خلال الفترة المقبلة، بالرغم من أنهم ينتظرون ارتفاع معدلات العاطلين عن العمل مرة أخرى في 2011. وتسببت انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس في صدمة لأوباما ومعسكره، بيد أن خبراء استطلاعات الرأي يحذرون من المبالغة في تقييم نتائج هذه الانتخابات. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "إيه بي سي" التليفزيونية أن 49% من الأمريكيين يرون أن أوباما يقوم بعمله بشكل جيد. وعقبت الصحيفة على نتائج الاستطلاع قائلة: "حقق الجمهوريون نجاحا كبيرا في الانتخابات، ولكن ما زال عليهم الفوز بعقول وقلوب الأمريكيين". ومن المرجح أن يبدأ المعسكر المنافس لأوباما في "التسخين" خلال العام المقبل، ولكن حتى في هذا الأمر يمكن لأوباما أن يخوض المعركة مطمئنا، إذا قررت السياسية سارة بالين خوض المنافسة أمامه. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته محطة "إن بي سي" أن أوباما سيفوز على حاكمة ألاسكا السابقة ب55 مقابل 33% فقط. أما إذا خاض ميت رومني، حاكم ماساشوسيتس السابق، المنافسة فإن الفارق سيكون أقل؛ إذ قدره الاستطلاع ب47% مقابل 40% لصالح أوباما. ونظرا للأغلبية الواضحة الجديدة للجمهوريين في مجلس النواب، بات على أوباما التعامل مع الأمر من خلال السعي الدائم للوصول إلى حلول وسط. وقدوة أوباما في هذا الأمر هو الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي اضطر للتعاون مع الجمهوريين بعد عامين من وصوله للحكم، ثم أعيد انتخابه لفترة ثانية في عام 1996 . لكن المشكلة الواضحة تكمن في أن الأمريكيين، الذين يغلب التفاؤل على طبعهم، أصبحوا لا ينظرون بإيجابية للمستقبل، فقد أظهر استطلاع للرأي أن حوالي ثلثي الشعب الأمريكي يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ. ويعرف أوباما تماما المهمة التي يجب عليه تحقيقها في العامين المقبلين؛ لأنه موقن من أن عدم تحسن الوضع الاقتصادي سيكون له تداعيات شديدة حتى على مستقبله السياسي هو شخصيا.