«مش هنسلم مش هنبيع مش هنسيب المستشفى تضيع»، و«لا للهدم لا للنقل لا للتقسيم»، هتافات رددها عشرات الأطباء والممرضين العاملين بمستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية خلال وقفتهم التى نظموها صباح أمس للتنديد بما وصفوه بمحاولات نقل مستشفاهم لمدينة بدر وبناء مجمع تجارى على أرضها. رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، الدكتور أحمد عكاشة، قال إن وقفتهم الاحتجاجية، التى نظموها أمام العيادات الخارجية بالمستشفى، تأتى كخطوة استباقية للتصدى لمحاولات الاستيلاء على أرض المستشفى، مضيفا «لن ننتظر لحين هجومهم علينا واحتلالنا.. نحاول إعادتهم إلى صوابهم ورشدهم». ومضى عكاشة قائلا «لدينا خرائط منشورة على شبكة الإنترنت لمجمعات تجارية مبنية على أرض المستشفى التى اختفى أى أثر لها بحسب ما تظهره هذه الخرائط»، منتقدا عدم نفى مسئولى وزارة الصحة لوجود مخطط لهدم المستشفى. ووصف عكاشة ما تردد من معلومات حول خطة تقسيمها ل 6 مستشفيات موزعة على القاهرة والجيزة ب«المراوغة» فى محاولة للقضاء على المستشفى، وتساءل: «من أين ستأتى وزارة الصحة بأموال لبناء هذه المستشفيات الجديدة؟». من جهته، قال الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، «مخطط بيع المستشفى قديم يكشف جشع المستثمرين الذى سيهدرون حقوق أكثر من 80 ألف مريض يترددون على العيادات الخارجية سنويا لصرف علاجهم». «مجرد طرح فكرة بيع أرض المستشفى وإقصائها فى صحراء بدر بمثابة تفكير رجعى يدمر كل الإنجازات التى حققناها مع المرضى والملايين التى تم صرفها على أعمال التطوير بالمستشفى التى أجريت عام 2001»، هذا ما أكدته رئيس قسم التأهيل بالمستشفى، الدكتورة حنان غديرى. ولم تثر المعلومات حول نقل مستشفى العباسية غضب الأطباء وحدهم، فهناك أكثر من 350 عاملا بعقود مؤقتة لا تزيد رواتبهم على 250 جنيها أبدوا قلقهم إزاء نقل المستشفى. «هاصرف مرتبى على المواصلات علشان أقدر أروح مدينة بدر التى تبعد أكثر من 80 كيلو عن القاهرة، يقول أحد عمال المستشفى، ياسر عبد الحى. والد أحد مرضى المستشفى، محمد شتا، أبدى تخوفه من نقل المستشفى لمدينة بدر، «لن أستطيع السفر لمدينة بدر لزيارة ابنى أسبوعيا ومن أين آتى بتكلفة المواصلات.. عايزين يخربوا المستشفى ويشردوا أولادنا»، يقول شتا الذى تجاوز العقد الثامن من عمره.