حصلت «الشروق» على التفاصيل الكاملة وراء صدور حكم محكمة جنايات الجيزة أمس الأول بمعاقبة ضابط شرطة بقسم شرطة العمرانية بالسجن 5 سنوات لاتهامه بتلقى رشاوى من المساجين وتهريبهم وسرقة مفاتيح الحجز من زملائه الضباط وإخفاء ملفات بعض القضايا. وعاقبت المحكمة السجينين وزوجة أحدهما بالسجن 3 سنوات، وعاقبت متهمين آخرين بالحبس عامين لإحضارهما سيارة تمكن بها السجين الثانى من الهرب من مقر قسم الشرطة. وأحال المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام المتهمين للمحاكمة، بينما أوقف مدير أمن الجيزة اللواء محسن حفظى الضابط المتهم عن العمل. أوضحت التحقيقات أن المتهم برتبة ملازم أول يدعى محمد فتحى إمام، رئيس قسم التحقيقات بالقسم، غافل زملاءه الضباط خلال مباراة مصر وغانا فى نهائى الأمم الأفريقية، وسرق مفتاح الحجز وهرّب سجينين فى ظرفين مختلفين بعد تلقيه رشاوى منهما ثم أشعل النار فى ملف أحد السجينين حتى لا يتم اكتشاف الواقعة. وقال السجين عماد سليمان أمام مدير نيابة العمرانية محمد إسماعيل بإشراف محمد القاضى رئيس النيابة، انه قبل هروبه من السجن اتفق مع الضابط المتهم على تهريبه مقابل 5 آلاف جنيه، وخلال مباراة مصر وغانا فى نهائى بطولة كأس الأمم الأفريقية، غافل الضابط المتهم زملاءه ضباط القسم أثناء مشاهدتهم المباراة، واختلس مفتاح الحجز، وفتح الحجز للمسجون، وقال له بصوت عالٍ أمام السجناء «تعال يا عماد صدر لك قرار إفراج»، وفور خروج المسجون من الحجز قال له الضابط المتهم انتظر أمام الحجز، ولكن أحد الضباط شاهد السجين فاستفسر منه عمن أخرجه من الحجز، فرد عليه بأنه الضابط المتهم دون معرفة السبب. فاتصلوا بالضابط المتهم وسألوه عن سبب إخراجه للسجين، فأخبرهم بأن السجين كان يريد مقابلة محاميه، لكن السجين نفى ذلك، فبدأ الشك يحيط بالضابط المتهم، وفى اليوم الثانى فوجئ الضباط بهروب السجين. وأضاف السجين عماد فى التحقيقات أنه قبل هروبه من السجن، استفسر من أحد السجناء عن مدى قدرة أحد الضباط على تهريبه من السجن، فرد عليه السجين الآخر بأنه لا الضابط ولا وزير الداخلية يستطيع إخراجه من القسم بدون عرضه على النيابة، فرد عليه السجين عماد بأن الضابط محمد إمام سوف يهربه من السجن مقابل 5 آلاف جنيه، وأوضح السجين عماد بأن الضابط المتهم تلقى رشوة منه قدرها 5 آلاف جنيه. وقال أيمن جابر السجين الثانى بأنه قبل هروب السجين الأول عماد اخبره بأنه يريد الخروج من السجن وأن أحد الضباط سيخرجه مقابل مبلغ مالى فطلب منه أن يخبر الضابط عنه على أن يدفع هو الآخر مبلغ رشوة، وفور قيام الضابط بتهريب السجين الأول، اتصل أيمن السجين الثانى بعماد السجين الأول وتأكد انه خرج من القسم واخبره بأنه ابلغ الضابط عنه وسوف يحضر غدا ويطلب مبلغ الرشوة. وأضاف السجين الثانى انه ذهب إلى الضابط وأخبره بأنه يريد الهروب من القسم، فطلب منه الضابط المتهم 15 ألف جنيه، بعد يومين طلب الضابط زيادة المبلغ إلى 17 ألف جنيه ويريد مقدم رشوة 4 آلاف قبل الخروج، فاتصل السجين أيمن بزوجته رشا وطلب منها إحضار 4 آلاف جنيه فأحضرت ألفى جنيه وبعد يومين أحضرت باقى المبلغ. وأوضح أيمن أن زوجته رشا اتصلت به وأخبرته بأن الضابط اتصل بها ويريد كاسيت سيارة وسماعتين، فكلفها بالاستجابة لطلباته، وبالفعل طلبت من الضابط التوجه إلى شقيقها فى أحد المحال حيث أعطاه كاسيت سيارة وسماعتين. وأضاف السجين أيمن فى التحقيقات انه علم قبل هروبه بأن الضابط المتهم تم نقله إلى قسم شرطة الجيزة، فانتاب السجين القلق فاتصل بالضابط المتهم أكثر من مرة حتى يعرف ما يحدث له، وفى يوم اتصل الضابط المتهم واخبر الزوجة رشا بأن تتصل بزوجها السجين أيمن وأن يجهز نفسه للهرب من القسم، وطلب منها أن تنتظره بالسيارة خارج القسم. وأشار أيمن إلى انه جاء له الضابط وأخرجه من الحجز وادخله فى غرفة تسمى غرفة الإفراج، وبعد نصف الساعة، عاد له الضابط وطلب منه أن يتظاهر بأنه يحمل المتعلقات الشخصية للضابط المتهم وأهمها التليفزيون الخاص بالضابط، إلى قسم الجيزة، حتى لا يفطن باقى الضباط إلى ما يحدث، ويتوهم الحرس أن السجين فرد امن بالقسم ويخرج متعلقات الضابط المتهم وينفذ أمر نقله إلى قسم شرطة الجيزة، وفور خروج السجين من مبنى القسم، وضع التليفزيون فى سيارة الضابط وطلب منه أن يغادر فورا حتى لا يراه أحد. وبعد ساعة اتصل به الضابط اخبره بأنه يريد باقى المبلغ فتوجه إليه وأعطى له باقى المبلغ أمام نقطة شرطة العمرانية. وأوضح أيمن أنه هرب مع زوجته إلى محافظة الدقهلية ولكن الشرطة ألقت القبض عليه. وقال احد السجناء شاهد الواقعة بأن السجين عماد قبل هروبه بأيام اخبره بأن الضابط المتهم سيهربه من السجن مقابل مبلغ مالى، وفى يوم الواقعة جاء الضابط إلى الحجز وقال بصوت عال «تعال يا عماد أنت إفراج» وبعد ذلك لم يعد إلى السجن مره أخرى، وبعد 3 أسابيع جاء الضابط مرة أخرى واخبر أيمن السجين الثانى بأنه إفراج وأخرجه من الحجز. وأضاف السجين الشاهد بأنه كان يرى أقدام السجين الأول أسفل باب الحجز بوضعه فى غرفة الإفراج وبعدها شاهد أقدام الضابط والسجين أثناء خروجهما من القسم. بينما أنكر الضابط معرفته بالواقعتين، ونفى ما قاله السجناء شهود الواقعة بأنهم شاهدوه يهرب السجينين. وتبين من المعاينة اختفاء ملف قضية السجين الأول الهارب من القسم، وأكدت المعاينة التصويرية بأن السجناء من داخل الحجز يستطيعون مشاهدة ما يحدث داخل القسم من أسفل باب الحجز. وأنهم شاهدوا أقدام الضابط أثناء تهريب السجينين فى المرتين من القسم، وأن السجناء يسمعون ما يحدث داخل القسم، وبمعاينة سيارة الضابط تبين وجود كاسيت سيارة وسماعتين اللتين أدلى السجين الهارب وزوجته بأوصافها. وأمرت النيابة بالاستعلام عن الهواتف المحمولة الخاصة بالسجينين وهاتف الضابط المتهم، وتبين بالفعل وجود اتصال من هاتف السجين الثانى أيمن من داخل القسم بالسجين الأول عماد فور هروبه من القسم، وبالاستعلام عن هاتف محمول الضابط تبين اتصاله أكثر من مرة بزوجة السجين الثانى.